لقد ألهمت هذه الرؤية نورا لكي تنضم إلى برنامج زمالات العلا في إطار الشراكة بين اليونسكو ومعهد الممالك في عام 2022، ودرست نورا في أثناء التحاقها بهذا البرنامج معارف الشعوب الأصلية الكامنة وراء البيوت التقليدية المبنية من الطوب الطيني في العلا، واكتشفت الحكمة القديمة التي مكَّنت هذه المنازل من الصمود في وجه طقس المنطقة الصعب والقاسي.
على الرغم من وجود صلة وثيقة بين تغير المناخ والتراث الطبيعي والثقافي، فإنَّ مواهب الآلاف من حاملي معارف الشعوب الأصلية والباحثين والمدافعين عن التراث لم تُستغل بعد في يومنا هذا في معالجة قضايا تغير المناخ
أمضت نورا فترة أربعة أشهر في إطار برنامج الزمالات في دراسة واحات العلا والمدينة القديمة فيها، واستكشفت التصميم البيئي الفريد للبيوت الطينية القديمة في المنطقة المبنية من مواد محلية، إذ صمدت هذه البيوت المبنية من الطوب الطيني في وجه العواصف والحرارة الشديدة والتغير الكبير الذي طرأ على الأحوال الجوية على مرِّ القرون. وقد وثَّقت نورا بعملها إلى جانب علماء آثار وخبراء من اليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العلا الخصائص المعمارية لهذه المنازل المصممة لتأمين الارتياح الحراري والسماح لأفراد المجتمع المحلي بالعيش في أجزاء مختلفة من المنزل تبعاً لفصول السنة.
لقد قضت نورا الكثير من الليالي في إجراء مقابلات مع أفراد المجتمع المحلي فضلاً عن استخدامها الأدوات والتكنولوجيات البحثية سعياً منها إلى اختبار وفهم التصميم الوظيفي. وقد اكتشفت من خلال قصصهم الشخصية أنَّ تراثهم الشعري يحمل الحكمة القديمة وينقلها عبر الأجيال، فهم لم يكتفوا بتسجيل ممارسات حياتهم اليومية عن طريق الشعر والأمثال، بل ربطوا أيضاً تقاليدهم بالظواهر الفلكية مثل صعود القمر وحركة النجوم.
إنَّ الجلوس على الأرض مع السكان المحليين والتحديق في السماء الحالكة السواد والإصغاء إلى الناس وهم يحكون قصصهم ويلقون قصائدهم علمني أكثر مما تعلمت في الفصول الدراسية التكنولوجية المتقدمة للغاية
أمضت نورا النصف الثاني من مشاركتها في برنامج الزمالات في المكتب الميداني لليونسكو في البندقية، حيث تركَّز عملها على تحسين كيفية دمج معارفها وأبحاثها في سياسات اليونسكو وإطار عملها لكي تعود بالنفع على العمل المناخي على الصعيد الدولي. وشاركت أيضاً في التحضير لمعرض عن العمارة المتعددة الوظائف في المواقع الحاصلة على تسميات اليونسكو.