الأخبار

اليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العلا: شراكة تتعاظم قوتها

اجتمع ممثلون رفيعو المستوى من اليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العلا في مقر اليونسكو في باريس بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر من أجل تقييم التعاون القائم بين الطرفين منذ عام 2021 في مجالات البحث والثقافة والتراث، واستكشاف مستقبل هذه المسيرة المشتركة في إطار ولاية المنظمة.
AlUla's night sky

وشارك في الاجتماع كل من السيدة عبير العقل، الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة الملكية لمحافظة العلا، وفريق رفيع المستوى من مديري الهيئة الملكية لمحافظة العلا ومساعدي المديرة العامة لليونسكو لقطاعات الثقافة والاتصال والمعلومات والعلوم الاجتماعية والإنسانية والعلوم الطبيعية والعلاقات الخارجية والأولوية لأفريقيا.

وتمحور النقاش حول هذه الشراكة الاستراتيجية التي تتميز بنهجها المبتكر الذي يركز على إشراك المجتمع المحلي وتسخير ما بحوزته من معارف من أجل بناء مستقبل مستدام يعود بالنفع على كل من المجتمع المحلي والمجتمع الدولي على حد سواء. وتهدف الشراكة، بالإضافة إلى تطوير العلا كمختبر للأفكار، إلى إيجاد مكان مثالي تحذو حذوه المواقع المماثلة في العالم.

ووحدت اليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العلا جهودهما منذ عام 2021  من أجل إحياء المنطقة من خلال العمل عن كثب مع المجتمع المحلي في العلا بالاستناد إلى تراثهم الحي، واغتنام الفرصة الفريدة لتقديم أفكار كفيلة بإحداث التغيير في هذه البيئة التقليدية المتعددة الجوانب. وتجمع هذه الجهود المشتركة بين خبرات اليونسكو العالمية والمعارف المحلية من أجل الحفاظ على الذاكرة، واتباع نهوج مبتكرة في مجال السياحة المستدامة، وإقامة البحوث في مجال الحفاظ على الذاكرة والتراث، وتعزيز التنمية الاجتماعية.

واستعرض الشريكان أيضاً الأفق المستقبلية للتعاون القائم بينهما وسلطا الضوء على الواحات التي تُعتبر جزءاً أصيلاً من المنطقة المعروفة أيضاً باسم "قلب العلا الأخضر"، إذ تعتبر هذه الواحات مشهداً طبيعياً خلاباً، ونبعاً للمعارف الثقافية، ومصدراً للقدرة على الصمود. وناقش الطرفان نهوجاً جديدة من شأنها إنعاش الحياة الثقافية في واحة العلا وسبل الحفاظ على النظم البيئية للواحات وحمايتها والترويج لها، وذلك كجزء من برامج الشراكة وأنشطتها الأوسع نطاقاً.

وتزخر هذه الواحة الخضراء النابضة بالحياة بمواقع أثرية عريقة، من بينها أول موقع للتراث العالمي في المملكة العربية السعودية، وهو موقع الحجر الأثري (مدائن صالح)، وتُعتبر نقطة التقاء لشعوب شبه الجزيرة العربية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وآسيا، وتقف شاهداً على 200 ألف عام من التاريخ المشترك للبشرية. وتركز الشراكة بين اليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العلا على إيجاد إرث جديد وجعل الواحة مركزاً للابتكار والحفاظ على التراث.

 

تندرج هذه المبادرة في إطار تعاون واسع النطاق بين اليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العلا، من خلال الشراكة القائمة بينهما منذ عام 2021، فاليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العلا ملتزمتان بالحفاظ على التاريخ الغني للعلا وبإذكاء الوعي بشأن مواقع التراث فيها، وبإبراز تأثير جهودهما المشتركة لإلهام المجتمعات المحلية. وتقتضي هذه الشراكة أيضاً تحويل هذه المنطقة القديمة إلى مختبر للأفكار ومركز حيوي للابتكار وإجراء البحوث وتمكين المجتمعات المحلية. وترتكز هذه الشراكة الفريدة من نوعها، سواء داخل المملكة العربية السعودية أو على الصعيد العالمي، إلى التزام مشترك يجمع بين الخبرات في مجال التراث الثقافي وحفظ التراث الوثائقي وإحداث تحول اجتماعي.