في 12 أغسطس من كل عام، يتم الاحتفال باليوم الدولي للشباب من أجل زيادة الوعي والاعتراف بمساهمات الشباب الإيجابية التي يقدمونها لمجتمعاتهم في جميع أنحاء العالم. هذا العام وبسبب جائحة كورونا، تفاقمت التحديات التي يواجهها الشباب مثل زيادة بطالة الشباب. وفي هذه المناسبة، يسر اليونسكو الإشادة بجهود فاطمة عبد الله والتي على الرغم من التحديات التي أحدثتها الجائحة أظهرت إصراراً ومقاومة للاستفادة القصوى من الوضع السيء لتحسين مهاراتها ومعارفها للتوظيف والتعلم مدى الحياة.
نشأت فاطمة عبد الله البالغة من العمر 23 ربيعًا مع خمسة من أشقاءها في سوريا، وكان لديها دائماً أحلام وتطلعات كبيرة لبناء مستقبل أفضل حيث قالت لنا: “لا تدعوا أي شيء يمنعكم من تحقيق نجاحاتكم، بيدكم الحيلة لتحويل التحديات إلى فرص لتحسين ذاتكم"
بعد وصول فاطمة مع أسرتها إلى الأردن عام 2013، انتقلوا إلى منزل في ريف إربد، فكانت عاقدة العزم على رسم مستقبلها من خلال تلقي دروس في مجال الفنون والتصميم، ساعية للحصول على دبلوم في التعليم التقني والتدريب المهني من كلية توليدو وهي كلية أهلية في مدينة إربد، لم يتوقف إصرارها عند هذا الحد، وبدأت فاطمة في طلب العلم والبحث عن المزيد من الفرص لتحقيق أحلامها.
في مارس 2019، سمعت فاطمة من أفراد أسرتها عن منح برامج التعليم التقني والتدريب المهني المقدمة من منظمة اليونسكو والممولة من جمهورية كوريا، وعندها قررت فاطمة التقدم للبرنامج، واضعة تركيزها على تخصص كانت قد درسته سابقاً وهو تخصص الفنون والتصميم. وبعد مرورها بسلسة من الاختبارات والمقابلات الناجحة تم قبولها في تخصص الفنون والتصميم " لقد كنت متحمسة حقًا للبدء في مايو 2019، وشعرت بأنني على قيد الحياة عند دخول الحرم الجامعي والذهاب المحاضرات"، قالت فاطمة.
منحة الفنون والتصميم هي منحة مقدمة في إطار مشروع "توفير برامج التعليم التقني والتدريب المهني والتدريب القائم على العمل وريادة الأعمال لصالح الشباب المتأثرين بالأزمة السورية في الأردن". كجزء من الشراكة القوية بين حكومة جمهورية كوريا واليونسكو والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع كلية لومينوس الجامعية التقنية. يتماشى المشروع مع خطة التنمية المستدامة 2030، لاسيما الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع".
وبعد انتهائها من فترة التدريب العملي، والذي دام لمدة شهر مع مطبعة بنت الجامعة في شهر يناير 2020، تلقت فاطمة عرضًا للعمل من صاحب المطبعة "أظهرت فاطمة مستويات عالية من الالتزام بالوظيفة خلال تدريبها فأنا سعيد لكونها عضوًا من عائلتنا المتنامية وأؤكد على مدى تصميمها عندما يتعلق الأمر بتحقيق ما تريده"، قال السيد إبراهيم النعيمي، صاحب المطبعة.
وفي أعقاب جائحة كورونا وفترة الاغلاق التام في الأردن، اضطرت فاطمة التوقف عن عملها من مارس – يونيو 2020. وفي يوليو 2020 تخرجت فاطمة وحصلت عل شهادة دبلوم BTEC المستوى الثاني في الفنون والتصميم من كلية لومينوس الجامعية التقنية، واستمرت في العمل في وظيفتها.
أخذت فاطمة فترة الإغلاق التام كمحفزٍ إيجابي وفرصة لمتابعة التعلم وصقل ما اكتسبته من خبرات أثناء دراستها ببرنامج الدبلوم والتدريب العملي. خلال هذا الوقت، درست برنامج (Adobe Photoshop) بشكل مستفيض وتعلمت المزيد من التقنيات الاحترافية لتستفيد منها مستقبلاً.
في يناير 2021، انتقلت فاطمة إلى محافظة الزرقاء مع عائلتها وتمكنت بنجاح من ايجاد وظيفة بشكل سريع بسبب المهارات والخبرات التي اكتسبتها سابقًا. ومنذ فبراير 2021 تعمل فاطمة كمصممة مع Typing Jo وهو متجرُ للدعاية والتصميم في محافظة الزرقاء "أقوم بتصميم جميع الدعايات ومواد الطباعة وأعمل على متابعة كل شيء في المتجر"، قالت فاطمة.
"التحديات التي واجهتها لم تكن سهلة ولكن الآن أكثر من أي وقت مضى، أنا عازمة على الحصول على درجتي البكالوريوس والماجستير" هذا ما ذكرته فاطمة. "نصيحتي لجميع الشباب: اسعوا لشيء أكبر وأكثر إشراقا ونجاحاً" قالت فاطمة متأملةً وفرحة الى ما وصلت إليه حتى الآن.