الأخبار
نساء في كردستان العراق ينقلن مهاراتهن في القراءة والكتابة لأبنائهن

أول ما قامت به نساء الأحياء الريفيّة في كردستان العراق، فور إنهائهنّ لدورة محو الأميّة المكثّفة، هو تعليم أبنائهنّ.
شاركت 62 امرأة في دورة استهدفت مهارات محو الأميّة والمهارات الحياتيّة وذلك في إطار مشروع اليونسكو المعنون "التنمية الاجتماعية والاقتصاديّة للنساء في المناطق الريفية في العراق" والذي يستهدف النساء والشابات في مناطق كردستان العراق الريفيّة.
ويذكر أنّ هذه الدورة، التي أقيمت في المراكز التعليميّة المحليّة، تهدف إلى تعليم مهارات القراءة والكتابة بالإضافة إلى تلقين المهارات الاجتماعيّة والحياتيّة اللازمة، وإنشاء كادر نسائي معني بالتوعية الزراعيّة قادر على نقل المهارات التي يكتسبها للغير، بالإضافة إلى إنشاء مشاريع صغيرة وشبكة تطوعية من نساء المناطق الريفيّة بهدف توعية المجتمع بشأن الصحة الإنجابيّة وقضايا العنف القائم على أساس الجنس وإنشاء شبكة من القادة والمؤسسات النسائيّة.
ويذكر أن النساء اللواتي شاركن في هذه الدورة، التي استهدفت أيضاً النساء من ذوي الاحتياجات الخاصة، جئن من مناطق مختلفة مثل كركوك والموصل وكربلاء حيث جمعهنّ حبّ واحد للتعلّم ولكن لأسباب مختلفة.
وفي هذا السياق، قالت جيلان عبد القادر التي التحقت بالدورة في مركز القدش التعليمي المحلي في دهوك: "أستطيع الآن تعليم أبنائي القراءة والكتابة خلال العطلة الصيفيّة وتحضيرهم للعام الدراسي الجديد."
كما خططت سعيدية مصطفى لاستغلال مهاراتها في القراءة والكتابة لمساعدة أبنائها في إنجاز واجباتهم المنزليّة. ولكنّها تأمل أيضاً أن تساعدها هذا المهارات على ايجاد وظيفة لكي تساعد زوجها العاطل عن العمل حالياً.
أما بالنسبة لأميرة سعيدون، فقد جعلت هذه الدورة من حياتها أسهل بكثير. حيث قالت: "قبل المشاركة في دورة محو الأمية هذه التي دامت ثلاثة أشهر، مررت بأوقات عصيبة في العمل لأنني لم أكن أستطيع كتابة قياسات الملابس التي كنت أخيطها."
خطوة نحو الاستقلاليّة
وقالت زيتونة ابراهيم أنها خططت لمتابعة الأخبار داخل وخارج بلادها عن طريق قراءة الصحف. أما بيان كمال صالح فقد ساعدتها الدورة على التمتع بشيء من الاستقلاليّة. حيث قالت: "لم أكن قادرة على تخزين أسماء وأرقام الأشخاص على هاتفي المحمول قبل مشاركتي في هذه الدورة لأنني لم أكن اتقن القراءة والكتابة ولكنني الآن سعيدة للغاية لأنني أستطيع تخزين الأرقام دون الحاجة لمساعدة أحد."
والجدير بالذكر أن معظم النساء اللواتي شاركن في الدورة يحلمن بزيادة فرصهن بالحصول على عمل من خلال تطوير مهاراتهنّ. حيث قالت شنو أحمد سعيد: "من أهم الأسباب التي دفعتني إلى الاشتراك بهذه الدورة هي رغبتي في الحصول على رخصة القيادة."
ويذكر أن اليونسكو عملت مع ثلاث منظمات غير حكوميّة هي شبكة أجيال السلام في أربيل وكردستان العراق، ومنظمة التنمية الاجتماعيّة في السليمانيّة ومنظمة الند في دهوك لافتتاح عشرة مراكز تعليميّة لصالح 600 امرأة وفتاة.
ويذكر أنه تم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع كل من وزارة الزراعة ووزارة التعليم ووزارة الصحة، بالإضافة إلى المجلس الأعلى لشؤون المرأة في كردستان ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المعنية بقضايا المرأة.