أبنية تتكلم
كيف تشكّل العمارة التجارب التي نعيشها في كنف أكثر مواقع التراث قيمةً في العالم؟
يتطرق معرض "أبنية تتكلّم" الرائد إلى هذا السؤال تحديداً. ووقع الاختيار عليه كفعالية جانبية للدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية، ويُعدّ هذا المعرض الأول من نوعه على مستوى العالم إذ يجمع نهوجاً سبّاقة في تصميم مراكز الزوّار في مواقع حاصلة على تسميات اليونسكو.
لمحة عن المشروع
تنظّم اليونسكو بالشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا معرض "أبنية تتكلم: استخدام فن العمارة في تحسين تجربة الزوار في مواقع اليونسكو" في الفترة الممتدة من 10 أيار/مايو إلى 23 تشرين الثاني/نوفمبر2025. ويقدم المعرض للزوّار رحلة غامرة يستكشفون خلالها حلولاً معمارية متعددة الوظائف تربط بين السرديات والبشر والمناظر الطبيعية، إلى جانب المساهمة في حفظ تراثنا المشترك.
ويتعمّق معرض "أبنية تتكلّم" في آفاق العمارة المتعددة الوظائف والمصممة بغية إثراء تجربة الزوّار في المواقع الحاصلة على تسميات اليونسكو، مع إيلاء التركيز إلى مراكز إعلام الجمهور ومراكز تفسير التراث. وأُعدّ هذا المعرض بالتعاون مع مواقع لليونسكو في مختلف أنحاء العالم لاستكشاف دور العمارة في إثراء تجربة الزوّار والربط بين الروايات والبشر والبيئة المحيطة بهم، إلى جانب المساهمة أيضاً في حفظ تراثنا المشترك.
ويشارك في المعرض أكثر من 50 مِرفقاً من المواقع الحاصلة على تسميات اليونسكو (مواقع التراث العالمي ومحميات المحيط الحيوي والحدائق الجيولوجية العالمية وغيرها)، ويدعو المعرض إلى اكتشاف كيف تستفيد مراكز الزوّار والتدخلات المعمارية المماثلة من الذكاء الطبيعي والثقافي والجماعي لهذه المواقع. ووقع الاختيار على هذه المرافق من خلال دعوة للمشاركة، وهي تضم مبان تاريخية أُعيد توظيفها وتدخلات صغيرة النطاق ومشاريع قيد الإنشاء.
الأهداف التي نطمح إلى تحقيقها
مراكز الزوّار ليست مجرد مداخل - بل هي نوافذ للاستكشاف وفضاءات للتعلّم وجسور للتواصل. وتسهم العمارة، عندما تُصمم بعناية، في تحويل تجربة الزوّار وتسهيل الوصول إلى مواقع التراث وتعزيز طابعها التعليمي الشامل والنهوض بالسياحة المستدامة ودعم الاقتصادات المحلية.
يدعو معرض "أبنية تتكلم" العالم إلى التأمّل في الكيفية التي يمكن بها للعمارة، عندما تُدمج ضمن رؤية لإدارة الموقع، أن تنهض بالإشراف على التراث وتعزّز إمكانية الوصول إليه وتنظمها، وأن تدعم الاقتصادات المحلية وتعزّز الإدماج الاجتماعي. ويسعى المعرض، في نهاية المطاف، إلى النهوض بمواقع اليونسكو بوصفها بيئات تعلُّمية للتنمية المستدامة والمواطنة العالمية، مما يساعد على التصدي لتعقيدات التحديات العالمية الراهنة.
ويولي معرض "أبنية تتكلم" تركيزاً خاصاً إلى موقع الحِجر، وهو أول موقع سعودي يُدرج في قائمة التراث العالمي في العُلا، وهو عبارة عن مشهد يكتنز تاريخاً ضارباً في القِدم وطبيعة عريقة. وجاري العمل، في إطار الشراكة القائمة بين اليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العُلا، على إعداد مجموعة جديدة من الاستراتيجيات التفسيرية لوضع معيار جديد لأفضل الممارسات المتبعة في حفظ التراث وتحقيق التنمية المستدامة
لمحة عن الشراكة بين اليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العلا
يُعدّ معرض "أبنية تتكلم" جزءاً من تعاون واسع النطاق بين اليونسكو و، في إطار شراكتهما الاستراتيجية التي دُشّنت في عام 2021 بغية صون تراث العُلا النفيس وإحياء الواحة التي تحتضن هذا التراث الألفي بما يعود بالنفع على المجتمعات المحلية
ويتجذَّر التعاون بين اليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العُلا في التزام عميق بالارتقاء بحياة البشر وإرساء أسس سبل عيش مستدامة وصناعة ذكريات جديدة في هذه المناظر الطبيعية التي يفوح منها عبق التاريخ. وتستقي اليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العُلا الإلهام من التاريخ العريق للعُلا،
التي يعني اسمها باللغة العربية "المكان المرتفع" ويزخر بدلالات السمو والطموحات النبيلة وذروة الإنجاز، فتسخران الابتكار والإبداع لإعادة الواحة إلى سابق مجدها وازدهارها، وتحويلها إلى ملاذ مستدام قادر على مواجهة التحديات العالمية الراهنة.