الأخبار
الدوحة: المديرة العامة تناقش تحديات "التعليم في ظروف قاهرة"

بعد مرور عام على إطلاق صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر مبادرة "علّم طفلاً"، انضمت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في 30 تشرين الأول/أكتوبر، إلى مجموعة من الشركاء الرئيسيين في إطار مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، بالدوحة، من أجل استعراض الأولويات المرتبطة بتعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015 وتسليط الضوء عليها.
وشارك في الجلسة العامة التي عُقدت تحت عنوان "التعليم في ظروف قاهرة" كل من صاحبة السمو الشيخة موزا، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعليم العالمي، غوردون براون، والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أنتوني ليك، ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فيليبو غراندي، ووزير الدولة لدى وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، هانس يورغن بيرفلتز، والمديرة العامة لليونسكو.
وركزت المناقشات على الاستراتيجيات الخاصة بتعبئة الموارد على الصعيد العالمي، وحماية التعليم في حالات الطوارئ، وضرورة مراعاة التنوع اللغوي والثقافي لإنصاف الأطفال المحرومين.
وشددت صاحبة السمو الشيخة موزا على نجاح النهوج المتعددة القطاعات وعلى ضرورة مراعاة الهويات الثقافية بقدر أكبر وصرحت ما يلي: "علينا أن نوفّق بين الالتزام بالتعليم والالتزام بالثقافة وأن نطمئن الدارسين إلى أنه سيتم صون تراثهم وثقافتهم".
واسترعت المديرة العامة الانتباه إلى الآلاف من اللغات المهددة بالاندثار في العالم وشددت على الفوائد المؤكدة التي يقدّمها التعلّم باللغة الأم في المرحلة الابتدائية، مشيرةً إلى أن "مراعاة التنوع الثقافي والتنوع اللغوي هي وسيلة لإنصاف المحرومين ويجب أن تكون جزءاً من جدول أعمال التعليم لمرحلة ما بعد عام 2015".
ورداً على سؤال بشأن الثغرات التي ما زالت تشوب البيانات المتعلقة بالأطفال الساكنين في المناطق النائية، أشارت السيدة بوكوفا إلى أهمية أن تجري الحكومات عمليات تقييم ذاتي اعتباراً من الآن وحتى عام 2015 بغية تحديد السياسات السليمة الواجب اعتمادها، مشددةً على أنه يجب مساءلة الحكومات عن التزاماتها المتعلقة بالتعليم.
ونبّه المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعليم العالمي، غوردون براون، إلى أن 40 مليون طفل سيظلون خارج المدارس في عام 2015 ما لم تتم تعبئة القدر الكافي من الأموال لإلحاقهم بالتعليم، كما شدد على ضرورة اعتماد نهج أكثر تنسيقاً، داعياً البنوك والشركات الإقليمية إلى توفير دعم أقوى في هذا الصدد. وعلى الرغم من تراجع المعونة المخصصة للتعليم، أكد السيد بيرفلتز أن التعليم هو أهم القضايا المدرجة في السياسة الإنمائية الراهنة لألمانيا. وذُكرت أيضاً حلول تمويلية ابتكارية طُبِّقت بنجاح في قطاع الصحة الذي وافق المشاركون على أنه يجتذب العديد من الجهات المانحة علماً بأن النتائج التي يمكن تحقيقها في قطاع التعليم لها الوقع الأقوى.
وعلى هامش مؤتمر وايز، ناقشت المديرة العامة الأنشطة التعاونية لليونسكو مع وزير التعليم في قطر، السيد محمد بن عبد الواحد علي الحمادي، وأعربت عن استعداد المنظمة لمواكبة دولة قطر في تطبيق جدول الأعمال الوطني للتعليم والتعاون معها على صعيد المنطقة وخارجها. كما ناقشت المديرة العامة عملية إعداد جدول أعمال التعليم لما بعد عام 2015 مع صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر التي شددت على أهمية تحديد أهداف وغايات قابلة للقياس.
وقامت المديرة العامة بجولة في "قرية التعليم فوق الجميع" حيث شاركت في حدث تقديم طبعة جديدة من كتاب "Cradle of Inequality" (مهد اللامساواة) الذي صدر أساساً عن اليونسكو، وهي طبعة تحتوي على صور مؤثِّرة باللونين الأسود والأبيض التقطها سيباستياو سالغادو، ونصوص ملهمة للسيناتور البرازيلي كريستوفام بواركي الذي كان من المشاركين في الحدث. وأشادت المديرة العامة بهذا المفكر والسياسي المعروف بنزعته الإنسانية والذي أحدثت رؤيته "ثورة في مجال التعليم" في بلده. وأضافت أن الكتاب يسلط الضوء على عمق مشكلتَي الفقر والتمييز ويبرِز أيضاً قدرة التعليم على تحويل حياة الناس وعلى مساعدتهم في بناء مستقبل يتسم بمزيد من الكرامة والعدالة الاجتماعية.
وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن حوالى 200 1 شخصية مرموقة في مجال التعليم وقطاع الشركات والأوساط السياسية والاجتماعية من 100 بلد يشاركون في أعمال الدورة الخامسة لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم التي تتمحور حول موضوع "إعادة ابتكار التعليم من أجل الحياة".