الأخبار
المدارس أكثر من مجرد منابر معرفية، أبرز ما جاء في الحلقة الدراسية الشبكية لليونسكو

عندما يعود أكثر من 800 ألف دارس في ناميبيا إلى المدرسة بعد فترة طويلة من الحجر الصحي بسبب جائحة كوفيد-19، ستكون المدارس مختلفة تماماً عما كانت عليه في الماضي؛ إذ تخطط الحكومة لتأمين انتفاع جميع الطلاب بمغاسل لليدين، وتنظيف وتعقيم المباني، وضمان توفير المراحيض، وضمان كونها أحادية الجنس.
ولكن يشير الواقع في مدارس ناميبيا وغيرها من المؤسسات التعليمية، إلى وجود صعوبة في تحقيق هذه الأهداف الرامية إلى تحسين النظافة الصحية؛ فعلى الرغم من النسبة المنخفضة للإصابات بكوفيد-19 المبلَّغ عنها في ناميبيا، فإنّ اكتظاظ المؤسسات التعليمية يزيد من صعوبة تحقيق التباعد الجسدي، وفضلاً عن ذلك، قد يجد المعلمون صعوبة في المراقبة الدائمة لغسل اليدين وفرضه. كما أن توافر الأموال اللازمة لدعم هذه الجهود وصرفها، قد يؤخر تنفيذ هذه المبادرات.
وكان المدير التنفيذي في وزارة التربية والفنون والثقافة في ناميبيا، سانت ستينكمب، قد أقرّ بوجود هذه التحديات في الحلقة الدراسية الشبكية بعنوان "المحافظة على صحة الدارسين وسلامتهم في أثناء إغلاق المدارس وإعادة افتتاحها"، التي عُقدت في 30 نيسان/أبريل، وهي الحلقة الدراسية السابعة ضمن سلسلة حلقات دراسية عن تصدي اليونسكو لجائحة كوفيد-19 في مجال التعليم، وبحثت هذه الحلقة في كيفية تطبيق قطاعي التعليم والصحة لإجراءات مستندة على البيّنات بغية تعزيز وحماية صحة الطلاب وسلامتهم.
وبحثت الحلقة الدراسية الشبكية في حجم الصعوبات الصحية وتلك المتعلقة بالسلامة، التي برزت في بلدان العالم؛ فعلى الصعيد العالمي، حُرم 365 مليون طفل من برامج التغذية المدرسية التي كانوا يعتمدون عليها، وتعرّض آخرون للعنف المنزلي أو اختبروه، كما كان الكثيرون عُرضة لازدياد المخاطر المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية التي برزت عندما تجاوز إغلاق المدارس عدة أسابيع. وقد وقع العبء الأكبر على كاهل بعض الطلاب الأشد ضعفاً، ولا سيما الفتيات منهم، حيث سلّطت الجائحة الضوء على الفجوة الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة بين الدارسين.
تأثير جائحة كوفيد-19 في الصحة والسلامة
قال مدير قسم التعليم من أجل السلام والتنمية المستدامة في اليونسكو، فيبكيه جنسن[ ، في افتتاح الحلقة الدراسية، إنّ الصلة بين التعليم والصحة أصبحت محلَّ تقدير أكثر من أي وقت مضى، وأضاف: "لقد تركت لنا جائحة كوفيد-19 غير المسبوقة آثاراً صحية مدمرة، كما كشفت عن نتائج أخرى أقل وضوحاً، فقد كان وما زال لتدابير العزل الصارمة وإغلاق المدارس وأماكن العمل، وخسارة العديد من العائلات لدخلها، آثار سلبية هائلة في التعليم والصحة العقلية والسلامة".
وقد كشفت دراسة استقصائية أُجريت مؤخراً في تايلند على 6000 شاب وشابة، أنّ أكثر من 7 من أصل 10 أطفال وشباب قالوا إنّ الجائحة تؤثر في صحتهم العقلية وتسبب لهم التوتر والقلق.
وقالت رئيسة مجلس الأطفال والشباب في تايلند، سفافيت شاياديت، إنّ الدراسة الاستقصائية التي أُجريت بالشراكة مع الأمم المتحدة، كشفت عن الحاجة الكبيرة إلى دعم رعاية الصحة العقلية للطلاب، وأضافت قائلة: "أرجوكم أن تساعدوا على حشد الجهود من أجل رعاية الأطفال والشباب، فليس هناك فرق بين الطلاب ومن يمتهنون مهناً أخرى من ناحية المعاناة من الجائحة".
وأشارت مديرة قسم التغذية في المدارس التابع لبرنامج الأغذية العالمي، كارمن بوربانو دي لارا، إلى العدد الكبير من الطلاب الذين خسروا وجبات الطعام الحيوية التي كانت تقدمها المدارس، وعلّقت قائلة: "حُرم 369 مليون طفل في العالم من وجبات الطعام في المدرسة، حيث تأثر بذلك أطفال من جميع بلدان العالم تقريباً"، وأضافت كذلك: "كلما طالت مدة بقاء الأطفال من دون مدرسة، كلما قلّ احتمال عودتهم إليها، ولا سيما الفتيات منهم، لذلك نحتاج إلى تقديم حوافز للعائلات حتى تُعيد أطفالها إلى المدرسة عندما تفتح أبوابها مجدداً، وتبيّن أنّ وجبات الطعام هي أحد أهم عوامل الجذب، فإن لم تضمن الحكومات تقديم الوجبات، وإن لم تكن الوكالات جاهزة لتقديم الدعم، فإننا نخاطر بعدم حصول جيل كامل من الأطفال على التعليم".
تعزيز الصحة والسلامة في أثناء إغلاق المدارس وإعادة افتتاحها
ينفذ العديد من البلدان ممارسات مبتكرة بغية الحفاظ على الصحة والسلامة في سياق تفشي جائحة كوفيد-19؛ فبالنسبة إلى اسكتلندا، تقول كبيرة موظفي التعليم في الوكالة التنفيذية الاسكتلندية للتعليم، سوزان هارغريفز، إنّ الحكومة الاسكتلندية أنشأت مراكز يعمل فيها متطوعون، من أجل تقديم الخدمات إلى العائلات التي تتضمن عاملين رئيسيين وأساسيين، وتشمل هذه الخدمات تقديم وجبات مجانية للمدارس ورعاية الأطفال وإمكانية التواصل مع مرشد اجتماعي.
وأما في جامايكا، فتقول المنسقة الوطنية للتربية في مجال الصحة والحياة الأسرية، وفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز في وزارة التربية في جامايكا، آنا-كيه مانيوس واتسن، إنّ الحكومة تدعم المعلمين حتى يعطوا دروساً في مجال التربية الصحية إلى الدارسين في المرحلتين الابتدائية والثانوية، وقد صُممت هذه الدروس خصيصاً حتى تتلاءم مع منصات التعلّم عن بعد، بما فيها التعليم عن طريق الإنترنت أو عن طريق البث الإذاعي والتلفزيوني، وتتناول هذه الدروس موضوعات الأكل المناسب واللياقة البدنية، والسلامة العاطفية والعقلية، والصحة الجنسية والإنجابية.
وبما أنّ بلدان العالم أخذت في رفع تدابير الحجر الصحي ببطء، وبدأ الطلاب والمعلمون بالاستعداد للعودة إلى المدرسة، يجب على هذه البلدان أن تتأهب ليس للحفاظ على التعليم وحسب، وإنما للتركيز على صحة وسلامة المجتمعات المدرسية.
وأشارت كبيرة مديري برنامج الصحة والتغذية المدرسية في صندوق إنقاذ الطفولة، سيونغ لي، إلى ازدياد الحاجة إلى إعطاء الأولوية إلى النظافة الصحية أكثر من أي وقت مضى، كما بيّنت الحاجة الملحة إلى تأمين مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، ومن ضمنها الانتفاع بالمياه الصالحة للشرب، ووجود مرافق الصرف الصحي أحادية الجنس والصالحة للاستعمال، وتوافر المياه والصابون لغسل اليدين. وأضافت قائلة: "أصبحت مشاركة السياسات الواعدة واستنساخها بهدف الحفاظ على التعلّم وتعزيز صحة وسلامة الدارسين والمجتمعات المدرسية، أمراً حيوياً أكثر من أي وقت مضى".
- المزيد من المعلومات عن