الأخبار

المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، تدين بشدة تدمير "معبد بعل شمين" القديم في تدمر، سوريا

باريس، 24 آب/ أغسطس ـ أدانت بشدة المديرة العامة لليونسكو تدمير "معبد بعل شمين" القديم، الذي يُعتبر أيقونة لمدينة تدمر في سوريا، وموقعاً من مواقع التراث العالمي لليونسكو.

وقالت المديرة العامة: "إن التدمير المنهجي لرموز التراث الثقافي التي تمثل التنوع الثقافي في سوريا إنما يكشف عن النية الحقيقية وراء هذه الهجمات التي ترمي إلى حرمان الشعب السوري من معارفه وهويته وتاريخه. وبعد مرور أسبوع على مقتل الدكتور خالد الأسعد، عالم الآثار الذي كان يشرف على أطلال تدمر لمدة أربعة عقود، فإن هذا التدمير الذي لحق بالمعبد المذكور إنما يًعتبر بمثابة جريمة حرب جديدة وخسارة فادحة للشعب السوري والإنسانية بأسرها".

وجدير بالذكر أن "معبد بعل شمين" بُني منذ حوالي 2000 سنة، ويشهد على عمق تاريخ ما قبل الإسلام لهذا البلد. ووفقاً للعديد من التقارير، تم تفجير هذا المعبد في 23 آب/ أغسطس الجاري. وقد تعرض الجزء المحجوب، أي الحرم الداخلي، من هذا المعبد لخسائر فادحة انهارت على أثرها الأعمدة المحيطة به.

أما هيكل "معبد بعل شمين" فإنه يعود إلى العصر الروماني. فقد أُنشئ في القرن الأول الميلادي؛ ثم قام بتوسيعه الإمبراطور الروماني هادريان. ويمثل هذا المعبد أهم وأجمل الأبنية الأثرية المحفوظة في تدمر. كما أنه يشكل جزءاً من موقع تدمر الأوسع نطاقاً، الذي يُعد من أهم المراكز الثقافية للعالم القديم اشتهر بأطلاله الرائعة ذات الطابع الإغريقي ـ الروماني، والتي استهدفها، مراراً وتكراراً، تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف باسم "داعش"، وذلك منذ أيار/ مايو 2015.

ثم قالت المديرة العامة: "إن الفن والعمارة في تدمر، التي تقع في مفترق طرق حضارات عديدة، إنما يُعتبران من رموز تعقد وثراء هوية سوريا وتاريخها. ويسعى المتطرفون إلى تدمير هذا التنوع والثراء؛ ومن ثم فإني أدعو المجتمع الدولي إلى أن يوحد جهوده في مواجهة ما يمارسه هؤلاء المتطرفون من تطهير ثقافي مستمر. إن تنظيم "داعش" يقوم بقتل الناس وتدمير المواقع، ولكنه لن يتمكن من إسكات التاريخ؛ وفي نهاية المطاف، سيفشل في محو هذه الثقافة العظيمة من ذاكرة العالم. وعلى الرغم من العقبات وممارسات التطرف، فإن ملكات الإبداع الإنساني سيتحقق لها الانتصار، كما سيتم إصلاح الأبنية والمواقع وإعادة بناء ما دُمّر منها. إن هذه الممارسات المتطرفة إنما تُعتبر بمثابة جرائم حرب يجب مساءلة من يرتكبها. أما اليونسكو فإنها تساند الشعب السوري في جهوده الرامية إل صون تراثه، وهو التراث الذي ينتمي إلى الإنسانية جمعاء".