الأخبار
إقامة حفل التكريس التقليدي للأضرحة في تمبكتو بعد 900 سنة من المرة
أقيم حفل تكريس أضرحة تمبكتو، بعد إعادة إعمارها، و ترقى المرة السابقة التي كرست فيها هذه الأضرحة إلى القرن الحادي عشر. وأقيم حفل التكريس اليوم من جديد بمبادرة من المجتمعات المحلية. وهذه هي المرحلة الأخيرة لإعادة إحياء النهضة الثقافية للمقامات في تمبكتو بعد تدميرها من قبل الجماعات المسلحة الذين احتلوا المدينة في عام 2012.
أقيمت المراسم في مسجد دجينغريبر، التي بدأت في ساعات الصباح الباكر بتلاوة آيات قرآنية مع بعض الأضاحي. والغرض منه حسب المعتقدات المحلية هو طلب الرحمة الإلهية لتوفير أساس السلام والتماسك والسكينة.
اختتمت المراسم بتلاوة إمام مسجد دجينغريبر لسُورة الفاتحة. تمثل هذه الطقوس الدينية معارضة فعالة ضد التعصب والأصول الدينية والتطرف العنيف، والتي، ساهمت في تدمير الكثير من التراث الثقافي الغني للمدينة، في عام 2012.
بهذه المناسبة وجهت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، رسالة إلى شعب مالي، تؤكد فيها على أن هذا الحفل يأتي في المرحلة الثالثة والأخيرة من النهضة الثقافية في تمبكتو.
"اجتمعنا هنا في هذا المكان في 18 تموز/يوليو عام 2015 لتدشين هذه الأضرحة التي أعيد بناؤها. وكان ذلك وعدنا المشترك وحققناه معا." وتابعت "مع هذا الجهد أعدنا بناء ليس فقط النصب التذكارية بل قمنا بحياكة الصداقة والتي لا يمكن لأحد أن يخربها".
"والآن هذه الأضرحة باتت واقفة وهي دليل لا يقبل الجدل على أن الاتحاد ممكن وعلى أن السّلام أقوى من قبل. وإذا استطعنا أن نحقق ذلك مرة يمكننا أن نحققه دائما. "
جرى الاحتفال بحضور ألمامي خريسي ممثلا وزارة الثقافة ووزارة السياحة ووزارة الحرف اليدوية، ألن هولفيل ممثلا الاتحاد الأوروبي، و لازار إلوندو ممثل اليونسكو في مالي، ولبنى بينهايوني ممثلة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي و أيضاً العديد من القياديين والشيوخ والعلماء ورجال الدين.
من جهته وجه سفير الاتحاد الأوروبي ألن هوليفيل تحية و تقدير لسكان تمبكتو، وقال "بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، المساهمة في الحفاظ على التراث في مالي هي شكل من أشكال تعزيز الثقافة كعامل من عوامل المصالحة والسلام الدائم، وتشكل جزءا من أولوياتنا لإعادة الإعمار والتنمية في مالي".
بياتريس ماير، المديرة المقيمة للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون أشادت بالتعاون بين مختلف الأطراف في هذه السيرورة وقالت "يسرني جدا أنه قد تم الحفاظ على هذا التراث وحمايته وذلك بفضل الالتزام الهائل من قبل المجتمعات المحلية، مع الدعم المقدم من التعاون الدولي".
رئيس العائلات، سيكو بابا، في الوقت نفسه شكر الأسرة الدولية على دعمها. وأضاف "فقدنا الأمل في إعادة بناء الأضرحة لدينا. ولكننا أنجزنا ذلك. ونحن سعداء بهذا الحفل الذي يعيد إلينا علاقتنا مع أوليائنا الصالحين".
ثم تحدث ألمامي خريسي ممثلا وزارة الثقافة ووزارة السياحة ووزارة الحرف اليدوية، معربا عن امتنانه لليونسكو والشركاء التقنيين والماليين بالنيابة عن كل من وزير الثقافة، وزير الحرف اليدوية ووزير السياحة في مالي، موجها الشكر أيضا إلى أبناء -تمبكتو. وقال "إن الثقافة هي في صميم العمل الحكومي لأن علينا أن نجد معالم قيمنا الثقافية"، وتابع "نحن بحاجة إلى الحفاظ على الشأن الأخلاقي، لنظل واقفين في مكاننا ومنفتحين على العالم، مرحبين بالكرم والضيافة وفقا للتقاليد العريقة".
كانت أضرحة تمبكتو، لقرون بعيدة، أماكن مقدسة لشعب مالي ودول غرب أفريقيا المجاورة. ستّة عشر من هذه الأضرحة مدرجة على قائمة التراث العالمي، وقد تدمّر 14 منها في عام 2012، الأمر الذي شكل مأساة بالنسبة إلى السكان وأبناء المجتمعات المحلية في الدول المجاورة. ونظرا لأهمية هذه المعالم توجهت الحكومة المالية في شهر أيار/مايو 2013 إلى الشركاء الخارجيين ومنها اليونسكو، طلبا للمساعدة من أجل إعادة بنائها وإنقاذ المخطوطات القديمة النادرة التي تحتويها. وانطلقت الحملة في شهر آذار/مارس 2014، وانتهى العمل بإعادة بناء الأضرحة الأربعة عشر، التي دمرت من قبل الفئات المسلحة عام 2012، في شهر تموز/يوليو 2015.