مقال

مبادرة "اللاتينيون العرب" تعزِّز الحوار بين الثقافات من أجل تحقيق التماسك الاجتماعي

نظَّمت اليونسكو في 22 آب/أغسطس 2022 الاجتماع الأول للخبراء بشأن مبادرة "اللاتينيون العرب" في ساو باولو في البرازيل، بالاستناد إلى الروابط القائمة منذ قرون طويلة بين المنطقة العربية وأمريكا اللاتينية والكاريبي. ويتمثل الغرض الرئيسي من هذه المبادرة، التي أطلقها قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو، في تشجيع الحوار بين الثقافات وتعزيز ثقافة التسامح من أجل تحقيق التماسك الاجتماعي.
Arab Latinos event program

"اللاتينيون العرب" هي مبادرة مبتكرة تسلِّط الضوء على اللقاء بين ثقافات الدول العربية ومنطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي. وتتجاوز المبادرة القوالب النمطية المختزلة المعتادة عن "اللاتينيين" والعرب"، وتبرز غنى هاتين المجموعتين المتعددتي الثقافات وتعقيداتهما، وما حمله الدمج بين هاتين المجموعتين إلى العالم. وهي ترمي إلى تعزيز التعاون الثقافي فيما بين بلدان الجنوب التي تنتمي إلى هاتين المنطقتين كطريقة لمحاربة القوالب النمطية وأشكال التمييز، بينما تساهم في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية.

يحظى الحوار بين الثقافات والمعارف والمهارات بأهمية قصوى، ولكن ما يتعرض للخطر هو تعزيز فكرة الثقافة التعددية والتراث وترويج التسامح في عالم يزداد وعيه بترابطه.

أنجيلا ميلومديرة شعبة السياسات والبرامج في قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو.

أقامت غرفة التجارة العربية البرازيلية في الفترة الممتدة في يومَي 23 و24 آب/أغسطس 2022 في ساو باولو فعالية، استهلتها بحفل رسمي تلاه عقد اجتماع للخبراء. وأسفرت النقاشات بين خمسة عشر خبيراً من الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكولومبيا والمكسيك عن وضع خطة عمل خمسية لفتح طريق جديد للحوار بين الثقافات في اليونسكو. وستستند خطة العمل المقترحة إلى الركائز الأربعة التالية: 1) البحث وإنتاج المعارف، 2) التوعية، 3) بناء القدرات، 4) التحالف الدولي.

وتستند هذه المبادرة الأولى من نوعها، والمدعومة من مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، إلى البصمة الثقافية العربية في أمريكا اللاتينية والكاريبي.

تتماشى هذه المبادرة مع أهداف المؤسسة المتمثلة في تعزيز اللغة العربية خارج العالم العربي ودعم لغة الحوار وثقافته، والبحث من خلال ذلك في البصمة الثقافية العربية في أمريكا اللاتينية.

د. عبد العزيز المقوشيمساعد المدير العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية.

منذ نهاية القرن التاسع عشر، بدأت موجات كبيرة من المهاجرين من البلدان العربية بالوصول إلى منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي. وتشير التقديرات اليوم إلى أنَّ عدد السكان المنحدرين من أصول عربية في هذه المنطقة يتراوح بين 17 و20 مليون نسمة.

لدينا اليوم الملايين من أبناء أمريكا اللاتينية المنحدرين من أصول عربية ويفتخرون بأصولهم ومندمجون تماماً، ويقدمون مساهمات كبيرة إلى بلدانهم الأصلية. وأنا متأكد من أنَّ مبادرة "اللاتينيون العرب" ستقدم عرضاً دقيقاً وملهماً عن هذه الظاهرة.

أوسمار شحفيرئيس غرفة التجارة العربية البرازيلية.

وتستقي مبادرة "اللاتينيون العرب" إلهامها من هذا اللقاء الفريد بين الثقافات وآثاره الاجتماعية والثقافية.

تحتفي مبادرة "اللاتينيون العرب" بقدرة الثقافة العربية على توليد التماسك الاجتماعي وإحداث تحولات إيجابية.

سانتياغو إراسبال مورورئيس المؤتمر العام لليونسكو والمندوب الدائم للبرازيل لدى اليونسكو.

وحضر حفل الافتتاح القناصل العامون لفرنسا والمملكة العربية السعودية ولبنان والجمهورية العربية السورية والإمارات العربية المتحدة. كما أدلى عميد مجلس السفراء العرب في البرازيل وسفير فلسطين في البرازيل، معالي السفير إبراهيم الزبن، بكلمة ترحيبية بالمبادرة عبر رسالة مرئية مسجلة.

واختتم حفل الافتتاح بحفل موسيقي للثلاثي المعروف سامي وويليام بردخان وكلاوديو كيروز.

روابط ذات صلة: