مقال
العلا: مدُّ الجسور من خلال الحوار بين الثقافات
تعمل اليونسكو و يداً بيد منذ عام 2021 على النهوض بحماية العلا وتنميتها وتعزيزها، وتستندان إلى تاريخها البشري الممتد لأكثر من 000 200 عام بغية جع العلا مركزاً رائداً للبحوث والابتكار الثقافي وجهود الحفظ القائمة على المجتمع المحلي.
وقد استهلت اليونسكو، تماشياً مع هذه الجهود، أسبوع التدريب الافتتاحي المشترك بين الثقافات للمهنيين العاملين في إدارة المتاحف ومواقع التراث من 24 إلى 28 شباط/فبراير 2025 في مقر اليونسكو في باريس. وقد ضمَّ هذا التجمع الفريد ستة رواة من العلا، يجسدون دور السفراء الثقافيين؛ إذ يكون الراوي في كثير من الأحيان هو أول شخص يلتقيه الزائر عند وصوله إلى مواقع التراث في العلا، ويفخر الرواة كثيراً بمشاركة ثقافتهم مع العالم. وتقول أمل الجهني وهي إحدى أوائل الراويات في العلا: "يتمثل أحد أهم جوانب مهنة الراوي في أن تكون سفيراً لبلدك".
وشارك في الفعالية أيضاً مهنيون يعملون في مؤسسات مرموقة مثل المتحف المصري الكبير ومتحف روبن آيلند في جنوب أفريقيا، والمتحف الوطني للأنثروبولوجيا في المكسيك والمتحف البريطاني؛ حيث عملوا معاً على استحداث أساليب مبتكرة لإشراك الزوار في عمليات تبادل ثقافية هادفة تبرز الأهمية الاجتماعية للمتاحف ومواقع التراث، ودعم مسيرة العلا لكي تصبح أكبر متحف حي في العالم، وتصبو الفعالية أيضاً إلى بلورة رؤية عالمية للأجل الطويل من أجل تعزيز التفاهم بين الثقافات من خلال التراث.
تتيح المتاحف ومواقع التراث للأفراد استكشاف تاريخنا وذاكرتنا المشتركين، والتوصل إلى قواسم مشتركة في عالم تتسارع فيه وتيرة الترابط.
انخرط المشاركون طيلة الأسبوع في برنامج مصمَّم لتنمية مهارات التواصل بين الثقافات وتعزيز الحوار بين الزوار؛ وتعرَّف المشاركون على التي تستمد الإلهام من تقاليد حكاية القصص عند الشعوب الأصلية التي تنمي الإصغاء والتعاطف والوعي الذاتي الثقافي والتفكير النقدي. وأعدّوا في نهاية الفعالية أدوات عملية لتعزيز التفاهم بين الثقافات في مؤسساتهم.
كان لحلقة العمل هذه دور أساسي في ترسيخ إرث العلا، وإفساح المجال أمام تبادل المعارف مع مهنيين من مشارب متنوعة. وقد عززت حلقة العمل التزامنا بالنهوض بالحوار بين الثقافات عبر توظيف الكفاءات والأدوات في عملنا في العلا.
يتجاوز تأثير هذه المبادرة جدران اليونسكو، إذ تجعل من العلا منصة ثقافية حيوية تجري فيها باستمرار مشاركة القصص والتراث والتقاليد والاحتفاء بها.وتستند هذه الفعالية إلى الالتزام الراسخ لليونسكو والهيئة الملكية لمحافظة العلا بصون التراث الثقافي وتعزيز الحوار بين الثقافات، والنهوض بالتنمية المستدامة عبر إبرام شراكات تحدث تحولاً واتخاذ مبادرات شاملة للجميع على صعيد المجتمع المحلي.
تعمل اليونسكو أيضاً على إعداد منشور متاح للانتفاع الحر بغية تزويد المتاحف ومواقع التراث في العالم أجمع بالأدوات الأساسية اللازمة للارتقاء بالحوار بين الثقافات والتعلم. وسوف يسلط هذا المنشور الضوء على دراسات حالة ناجحة ويعرض منهجيات ويقدِّم إرشادات عملية من أجل مساعدة المؤسسات على إعداد زيارة تترك أثرها لدى الزوار. وتسعى اليونسكو من خلال هذه الجهود إلى تعزيز دور المتاحف ومواقع التراث بوصفها منصات حيوية للتفاهم بين الثقافات.
- تعرفوا أكثر على عمل اليونسكو في العلا: مشروع نهضة واحة.
- اقرؤوا المزيد عن عمل قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو من نا