الأخبار

الوزراء الأفارقة يركزون على أهمية معالجة مسألة صون التراث العالمي في القارة السوداء

كان الاهتمام بالتحديات التي يطرحها التراث الثقافي الأفريقي هو موضوع اجتماع المائدة المستديرة السنوي للوزراء الأفارقة المعنيين بالتراث العالمي في أفريقيا الذي تم تنظيمه في إطار الدورة السابعة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي تنعقد في بنوم بنه، كمبوديا، في الفترة من 16 إلى 27 حزيران/ يونيو الجاري.

هل يجب الاختيار بين التنمية الاقتصادية وبين صون التراث؟ طُرح هذا التساؤل أثناء اجتماع المائدة المستديرة للوزراء الأفارقة المعنيين بالتراث، وهو الاجتماع الذي اشترك في تنظيمه الصندوق الأفريقي للتراث العالمي مع اليونسكو.

وكان من بين المشاركين في هذا الاجتماع، إلى جانب إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، وسيبوسيو اكسابا، رئيس الصندوق الأفريقي للتراث العالمي، سبعة وزراء هم: حسن أريرو واريو، وزير الثقافة والرياضة والفنون في كينيا، وخميس س. كاغاشكي، وزير الموارد الطبيعية والسياحة في تنزانيا، وأما توتو مونا، وزيرة الثقافة في الكامرون، ولوسيو ماريو لوسيو سوسا، وزير الثقافة في جمهورية الرأس الأخضر، وبرونو مايغا، وزير الثقافة في مالي، وإنوك دايانغ منوا، وزير الثقافة والفنون وصون التراث في التشاد، وجيري إكاندجو، وزير الشباب والخدمات الوطنية والرياضة والثقافة في ناميبيا. 

ولقد رأت إيرينا بوكوفا، أنه لا يتعين على البلدان أن تختار بين حماية التراث وبين التنمية. وأكدت على هذا المبدأ قائلة "إن اليونسكو تسعى إلى بيان أن المجتمعات تستطيع أن تجمع بين هذين المحورين، بل إنه يجب عليها في واقع الأمر أن تتبنى هذين المحورين لكي تحقق تنمية متوازنة واستيعابية ومستدامة".

يستهدف الصندوق الأفريقي للتراث العالمي، الذي أُنشئ في عام 2006، تعزيز القدرات في ما يخص حماية وصون التراث في القارة، ولاسيما عن طريق تنفيذ أنشطة تدريبية في هذا الصدد. غير أن نقص التمويل يحد من نطاق الأنشطة التي تقرر تنفيذها. وفي هذا الشأن، قال سيبوسيو اكسابا، رئيس الصندوق الأفريقي للتراث العالمي "إن التمويل المتاح لنا لا يتعدى خمسة ملايين دولار، وهو ما يقل بوضوح عن التمويل البالغ قدره 25 مليون دولار الذي تقرر عند إنشاء الصندوق في عام 2006"، ودعا مختلف بلدان المنطقة إلى تخصيص مزيد من الموارد المالية.

ومن جانبه، أعلن جيري إكاندجو، وزير الشباب والخدمات الوطنية والرياضة والثقافة في ناميبيا في هذا الاجتماع أن بلاده قررت المساهمة بمبلغ  مليون دولار ناميبي في هذا الصندوق.

أما الاحتياجات الضخمة والنزاعات المسلحة وعوامل التوسع العمراني المتزايد واستغلال الموارد الطبيعية وتغير المناخ والتهديدات الطبيعية، مثل ذوبان الكتل الجليدية في قمة كلمنجارو أو تآكل سواحل بحيرة تشاد، فهي التحديات التي تواجه مواقع التراث العالمي.

وقالت المديرة العامة لليونسكو "لا ينبغي لنا أن نقف مكتوفي الأيدي ونكتفي بمراقبة الأوضاع؛ بل يجب علينا أن نعمل وأن نحث الآخرين على التعبئة؛ وهذا هو ما قصدنا عمله في مالي، حيث قادت اليونسكو الأنشطة الرامية إلى صون تراث هذا البلد الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين.

ومن جانبه، أثنى وزير الثقافة في مالي على العمل الحاسم الذي اضطلعت به اليونسكو لصون كنوز الثقافة في مالي التي ألحقت بها قوات المتمردين أضراراً جسيمة في تومبكتو، وهي القوات التي كانت تحتل شمال البلاد حتى بداية هذا العام.

وجدير بالذكر أن فريق خبراء قادته اليونسكو قام بزيارة إلى تومبكتو في بداية حزيران/ يونيو الجاري، وذلك لتقييم الخسائر التي لحقت بالتراث الثقافي في هذه المدينة. وكان الهدف من هذه البعثة هو تجميع كل ما يمكن من معلومات عن حالة التراث الثقافي لهذه المدينة، وتحديد المواقع التي ينبغي ترميمها، فضلاً عن إعادة بناء هذه المواقع وحمايتها، وهي مواقع يندرج كثير منها في قائمة التراث العالمي لليونسكو.