Tinhinane - AlUla RCU Fellow

قصة

استرجاع الإرث المعرفي المندثر المتعلق ببناء البيوت الطينية في العُلا

انضمت تينهنان، رغبة منها في تجاوز حدود الإطار النظري للأوساط الأكاديمية والانخراط في العمل الميداني التطبيقي، إلى الفوج الأول من برنامج الزمالة المشترك بين اليونسكو ومعهد الممالك في العُلا. ومكنها البرنامج من الانخراط مع أفراد المجتمع المحلي لدراسة التقنيات التقليدية المتعلقة بتشييد البيوت الطينية التي تتميز بها هذه المنطقة.

في ظل شحّ المصادر التي توثّق تقنيات بناء هذا الطراز الفريد من البيوت الطينية، عزمت تينهنان على ألا تسمح باندثار هذه التقاليد المعرفية في العصر الحديث، وفكّرت في طرق تمكنها من دراسة تاريخ هذه التقنيات، فقرّرت الغوص في ذاكرة كبار السن في العُلا الذين لا يزالون يتذكرون كيف كانوا يبنون ويرممون البيوت التي كانوا يسكنون فيها في طفولتهم.

وبدأت رحلة إحياء الذاكرة بتبادل أطراف الحديث مع كبار السن في العُلا وسرد القصص والحكايات واحدة تلو الأخرى واحتساء الشاي كوباً تلو الآخر وتناول التمور واحدة تلو الأخرى حتى التقت مقتطفات ذاكرتهم مع بعضها البعض ليعيدوا تدريجياً إحياء تاريخ التقنيات التي اندثرت منذ زمن طويل.

 

وبدأت تينهنان تجاربها من خلال صناعة الطوب الطيني وسرعان ما جذبت هذه التجربة انتباه المجتمع المحلي فانضم إليها شبابه وطلاب المعهد الملكي للفنون التقليدية والمشارِكات في برنامج الزمالة وعلماء الآثار الذين يجرون اكتشافات في العُلا، وشاركهم المارة من السائحين هذه الجهود الجبارة لرصّ الطوب الطيني. بات المشروع خطوة استثنائية مُلهمة وتمكَّنت الفرق في غضون أشهر من رصّ أكثر من 800 طوبة باستخدام التقنيات التقليدية.

كنت في قمة الفخر بما أنجزناه وأدركت القيمة الحقيقية لتوظيف الذاكرة الجماعية لدراسة تاريخ التقنيات التقليدية لبناء البيوت الطينية في العُلا. انخرطنا في جهود صادقة لإحياء التراث الذي وحّد المجتمع بأسره وأنشأ ذكريات جديدة.

تينهنان بشير شريف

وكانت تينهنان وزميلاتها المفعمات بالحماس مع انتهاء فترة تواجدهن في العُلا قد وثّقن العملية بأكملها - بدءاً من وضع أساسات بيت طيني تقليدي في العُلا، وصولاً إلى بناء جدرانه وسقفها.

وواصلت تينهنان رحلتها في برنامج الزمالة خلال الأشهر التالية في "وحدة العمليات والبرامج في حالات الطوارئ" في مقر اليونسكو بباريس، حيث تعاونت تعاوناً كاملاً مع الخبراء والزملاء هناك مما أتاح لها الفرصة لتعميق فهمها للاتفاقيات الدولية وأهميتها في حماية تراث البشرية المشترك.