بيان صحفي

اليونسكو تموِّل مبادرات من أجل دعم الصناعات الإبداعية وتحثُّ صانعي القرار على إدراج الثقافة في خططهم للإنعاش

باريس، 5 شباط/فبراير – يُعقد خلال هذا الأسبوع اجتماع اللجنة الدولية الحكومية المشرفة على تنفيذ اتفاقية اليونسكو لعام 2005 بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، ويتزامن هذا الاجتماع مع تسبُّب جائحة "كوفيد-19" بأزمة عميقة وغير مسبوقة في مجال الثقافة؛ وقد كشفت الجائحة صعوبات أساسية، نذكر منها على وجه الخصوص أوضاع الفنانين غير المستقرة، واحتمال توحيد المنتجات الثقافية في حال عدم تعزيز التنوع الثقافي. وقد دعت اليونسكو الدول إلى عدم تجاهل الثقافة، بالتزامن مع احتفال العالم بالسنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة في عام 2021، ومع مناقشة خطط الإنعاش في جميع أنحاء العالم.     

سيحدِّد الانتعاش المرتقب هويتنا الثقافية في الأعوام المقبلة، ولا يمكن إهمال الثقافة في الخطط الوطنية، لأنّه لا يمكن تحقيق الانتعاش الاقتصادي من دون الثقافة. تحشد اليونسكو جهودها وتدعو جميع الأطراف الفاعلة إلى تبني هذه الجهود بصورة جماعية.
المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي

وقد وافقت اللجنة بالفعل، إبّان اجتماعها السنوي الذي يُعقد عبر الإنترنت من 1 حتى 6 شباط/فبراير، على تمويل مبادرات ستدعم الصناعات الثقافية والإبداعية في البلدان النامية في العالم. (انظر المبادرات المختارة أدناه)

وعُقدت في أثناء دورة اللجنة حلقة نقاش رفيعة المستوى في إطار حركة "صمود الفن"، احتفالاً بالسنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة، وكانت بعنوان: "إعادة البناء بطريقة أفضل من خلال الاقتصاد الإبداعي"، وناقش فيها المشاركون كيفية تأقلم الفنانين والمبدعين مع الظروف التي فرضتها الجائحة، وشدَّدوا على حاجتهم إلى تلقي دعم أكبر من الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية.

وشارك في النقاش كل من جان ميشيل جار (موسيقي وسفير اليونسكو للنوايا الحسنة)، وعبد الرحمن سيساكو (مخرج)، وتوماس ستيفنس (المدير التنفيذي لمنصة "برايمفونيك")، وفانيا كالوديرشيك (مديرة مهرجان روتردام السينمائي الدولي)، وفيكتوريا كونتريراس (مؤسِّسة رابطة "كونيكتا كولتورا" في المكسيك ومديرتها العامة)، وألفارو أوسمار نارفاييز (أمين الثقافة في مدينة "ميديلن" في كولومبيا، وهي إحدى مدن اليونسكو المبدعة في مجال الموسيقى).

شاهدنا الأفلام واستمعنا إلى الموسيقى وقرأنا الكتب في أثناء هذه الجائحة. ولكنَّ متاحفنا ومسارحنا هي مرافق عامة، وهذه الاحتياجات الأوليَّة لحياة الإنسان معرضة للخطر، وعلينا أن نسأل أنفسنا وحكوماتنا عمَّا إذا كنَّا نرغب في إنقاذ الثقافة؛ وينبغي أن نتوحَّد ونعمل معاً في ظلِّ هذه الجائحة
جان ميشيل جار، موسيقي وسفير اليونسكو للنوايا الحسنة
العديد من البلدان الأفريقية تفتقر إلى الهيكليات والسياسات التي تأخذ في الحسبان دور الفنانين في المجتمع، فالفنانون الذين يجنون الأموال قليلون للغاية، وعندما تحدث مأساة مثل هذه الجائحة تكون تداعياتها قاسية على الفنانين وعلى الإبداع. وعلينا الاستفادة من هذه الفرصة لتذكير السلطات العامة بهشاشة البشرية من دون الثقافة.
عبد الرحمن سيساكو

وفيما يلي المبادرات المختارة:

سيقدِّم الصندوق الدولي للتنوع الثقافي لكل مبادرة مبلغاً تتجاوز قيمته 70 ألف دولار أمريكي؛ وبهذا يكون الصندوق قد دعم منذ عام 2010 إلى جانب مخصصات هذه السنة، 120 مشروعاً في 60 بلداً نامياً بمبلغ تتجاوز قيمته 8,7 ملايين دولار أمريكي.  

  • تقييم الصناعات الثقافية والإبداعية في جامايكا، اقترحتها هيئة تنمية الأعمال التجارية في جامايكا، وستقوم بمسح الصناعات الثقافية في البلد بغية إنشاء نظام مستدام للحوكمة الثقافية في جامايكا. وتنطوي المبادرة على إجراء تقييم اقتصادي للصناعات الثقافية والإبداعية وإعداد استراتيجية وطنية لتطوير القطاع، من خلال اعتماد منظور جنساني واتباع نهج يقوم على تولي المجتمعات المحلية للقيادة.
  • المراكز الثقافية لأطفال الشعوب الأصلية، ودعم الشركات الناشئة التي تعمل في مجال ثقافة الشعوب الأصلية، اقترحها المركز المكسيكي لبحوث الاتصال ضمن المجتمعات المحلية، وستعمل على دعم ست شركات ناشئة للشعوب الأصلية في ثلاث ولايات في المكسيك من خلال برامج تدريبية والتمويل الأولي وعملية التأسيس الأولي للشركة وإنشاء موقع للتجارة الإلتكرونية.    
  • تعزيز مشاركة المجتمع المدني في رسم السياسات الثقافية في كمبوديا، اقترحتها منظمة "الفنون الحية الكمبودية"، وستنشئ رابطة جديدة تمثِّل الصناعات الثقافية والإبداعية في كمبوديا سعياً إلى تعزيز قدرات المجتمع المدني والعاملين في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، وكذلك دعم عملية رسم السياسات وترويجها.
  • دعم مشهد الرقص المعاصر في شرق أفريقيا، اقترحتها منظمة "كودا أفريقيا" التنزانية، وستعود بالنفع على 45 راقصاً من النساء بوجه خاص في رواندا وأوغندا وتنزانيا، من خلال إنشاء شبكة وبوابة إلكترونية تعملان على بناء القدرات في مجال الرقص وعلى ترويج السياسات.
  • بناء قدرات المبدعات والمبدعين الشباب من أجل سياسات ثقافية شاملة للجميع في هندوراس، اقترحتها رابطة النساء في مجال الفنون "ليتيسيا دي أويويلا"، وستدعم مشاركة المجتمع المدني وتنشئ لجنة وطنية ومنصة لمشاركة المعارف، كما تتضمن تنظيم لقاءات على الصعيد الوطني.
  • المساواة بين الجنسين من أجل التنوع الثقافي، اقترحتها رابطة المشهد الثقافي المستقل الصربية، وهي ستتولَّى أعمال المسح والتدريب وأنشطة الإرشاد التي تدعم النساء حتى يطلقن أعمالهنَّ في صربيا، كما ستنشئ شبكة للصناعات الثقافية والإبداعية.

ستستفيد هندوراس وجمهورية تنزانيا المتحدة للمرة الأولى في هذا العام من الدعم الذي يقدِّمه الصندوق الدولي للتنوع الثقافي. وستقوم هذه المبادرات التي اختيرت من بين 1,027 ترشيحاً من 102 بلدٍ، بالنهوض بإعداد سياسات وتدابير ثقافية قائمة على الأدلة، وتعزيز ريادة الأعمال في المجال الثقافي في المجتمعات المحلية للشعوب الأصلية، وتوسيع نطاق مشاركة المجتمع المدني والنساء والشباب في عمليات رسم السياسات الثقافية، ودعم حراك الفنانين. وترمي هذه المبادرات إلى تعزيز القدرة على الصمود لدى الصناعات الثقافية والإبداعية التي تأثرت إلى حدٍّ كبيرٍ بالجائحة، وزيادة تيسير الانتفاع بالثقافة.

****

تعرَّفوا أكثر من خلال هذا على عمل اليونسكو في مجال تعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي

لمزيد من عن المشروعات التي يموِّلها الصندوق الدولي للتنوع الثقافي

لمزيد من عن احتفالات اليونسكو بالسنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة

 

****

جهة الاتصال للشؤون الإعلامية: كلير أوهاغان