قصة ثيمبي هي مثال عن العديد من القصص المماثلة لأشخاص من ذوي الإعاقة في زمبابوي، وتقدَّر نسبتهم بتسعة في المائة (أي أكثر من 1.2 مليون شخص) من مواطني زمبابوي (13.572.560 مليون نسمة – المصدر: )، حيث لا يزالون مهملين و"متخلفين عن الركب" في جميع مستويات المجتمع. وتواجه النساء والفتيات ذوات الإعاقة تهميشاً مضاعفاً، وهنَّ عُرضة أكثر من غيرهن للعنف الجنساني والاستغلال والإقصاء.
وتتسبب الأزمات الإنسانية، ومنها تلك الناتجة عن الكوارث الطبيعية، بتفاقم هشاشة جميع الأشخاص ذوي الإعاقة، وتحكي لنا سيذا عن محنتها الشخصية في أثناء إعصار إيداي الذي ضرب ملاوي وموزامبيق وزمبابوي في 15 آذار/مارس 2019، ونتج عنه عدد كبير من الوفيات وأضرار في الممتلكات والبنى الأساسية والتراث الثقافي.
وكذلك يعاني الرجال ذوو الإعاقة من صعوبات على الرغم من وجودهم في مجتمعات ذكورية، فبعد إعصار إيداي، أصبح جافنوس يعتمد على مساعدات المحسنين.
على الرغم من الإنجازات الهامة التي تحققت في العديد من المجالات، لا تزال هذه المجتمعات فريسة للتمييز والعنصرية وعدم المساواة، ولا يمكن التصدي بفعالية لأي من الصعوبات المركبة والمتعددة الجوانب التي نواجهها في وقتنا الحاضر من دون الإدماج، وهي الرسالة القوية التي تحملها خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وتتعهد فيها "بعدم ترك أحد خلف الركب". ولكي تتحول هذه الرؤية إلى واقع في عالم متعدد الثقافات، يجب أن يكون العمل مرتكزاً على حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، وأن يعزز الانفتاح والتعاطف وغيرهما من القيم المشتركة، وهو يعتبر عماد عمل اليونسكو في المجالين التقنيني والتنفيذي القائم على مبادئ الاحترام والحماية وحقوق الإنسان.
وبما أن الوصم والتمييز يولدان في عقول النساء والرجال، فإن اليونسكو تضطلع بدور قيادي فعال في النهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتقع حماية الأكثر ضعفاً، وإحداث تحوّل في نظرة الأكثرية ومعاييرها، في صميم عمل اليونسكو على موضوع الإعاقة في زمبابوي.
وتعمل اليونسكو منذ عام 2018، في إطار المبادرتين التاليتين للأمم المتحدة، المتكاملتين والمشتركتين:
- شراكة الأمم المتحدة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المعنونة وتنفَّذ مشاريع هذه المبادرة في 38 بلداً، ويدعمها الصندوق الاستئماني المتعدد الشركاء الخاص بالمبادرة. ويتولى تنفيذ المشروع في زمبابوي كل من اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
- "حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيزها وصون كرامتهم في المناطق التي تضررت من إعصار إيداي في زمبابوي". وهي شراكة بين مكتب اليونسكو الإقليمي للجنوب الأفريقي وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة CBM (وهي منظمة للمجتمع المدني، تُعنى بالإعاقة) والمشروع التابع لشراكة الأمم المتحدة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وهي ترمي إلى التوعية باحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة والترويج لعمليات التدخل ذات الأولوية التي تضطلع بها المبادرات الموجودة حالياً والمعنية بمعالجة الوضع ما بعد إعصار إيداي.
In 2019 وأصدرت اليونسكو في عام 2019، أربع أدوات خاصة بالدعوة إلى النهوض بحقوق ذوي الإعاقة والتوعية بها، بغية عرض تطبيقات عملية (التي صدقت عليها زمبابوي في عام 2013).
وقد نجحت المبادرتان ولأول مرة في زمبابوي، بجمع الوكالات التابعة للأمم المتحدة وعدة وزارات ومنظمات معنية بالأشخاص ذوي الإعاقة، ومؤسسات معنية بحقوق الإنسان، وأوساط أكاديمية وزعامات تقليدية مع الأشخاص ذوو الإعاقة من أجل النهوض بحقوق هؤلاء.
وكثّفت هاتان المبادرتان من الأنشطة الرامية إلى ترويج تنفيذ الاتفاقية، وزادتا من تعبئة الموارد الخاصة بالنهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في زمبابوي، والأهم من ذلك، أنهما عملتا على إعلاء صوت الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتطبّق مبادرتا اليونسكو مبدأ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 القائل "بعدم ترك أحد خلف الركب"، وهما إثبات عملي لنهج توحيد الأداء في الأمم المتحدة الخاص بإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة.
وستستمر اليونسكو مع شركائها في عام 2020، بالنهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، واستخدام أدوات لإنتاج المعرفة تكون قائمة على البيّنات من أجل إعلاء أصوات الأشخاص ذوي الإعاقة في زمبابوي وفي الجنوب الأفريقي.
مواقع ذات صلة:
- , التي طلب إعدادها مكتب اليونسكو الإقليمي للجنوب الأفريقي في الفترة 2018-2019، في إطار
- كتيب
انظر أيضاً:
#DisabilityRights
________________________
* حرصاً على عدم كشف هوية المتحدثة، غيرنا اسمها.