91�鶹������Ʒ����

تعاون مكتب اليونسكو في بيروت (UBO) ومؤسّسة الفكر العربي (ATF) لمدّة أكثر من عقد في دعمٍ مشترك للمعلّمين في المنطقة العربيّة بهدف تطوير كفاءاتهم ومن أجل توفير التعليم الجيّد لجميع المتعلّمين.

هدفت الجهود المشتركة بين مكتب اليونسكو في بيروت (UBO) ومؤسّسة الفكر العربي (ATF) إلى دعم الدول العربيّة في تنفيذ أجندة التعليم 2030، لا سيّما فيما يتعلّق بإعداد المعلّمين ليكونوا مؤهّلين وكفوئين (الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 4.c) من أجل ضمان التعليم الجيّد المنصف والشامل للجميع على أساس تعزيز جودة عمليّات التعليم والتعلّم والمخرجات. كما أنّ هذه الجهود تندرج في الخطّة التي تمّ تحديدها في سياق قمّة تحويل التعليم (TES) الّتي عقدت في أيلول/سبتمبر الماضي في مدينة نيويورك، لا سيّما فيما يتعلّق بمسار العمل 3 (المعلّمون) والمبادرات الهامّة المختلفة الّتي لحقت بأعمال القمّة والمواضيع الحديثة الّتي حدّدت كأولويّة لدعم تحويل التعليم من أجل مستقبلٍ أفضل، مثل "تخضير التعليم"، "والتحوّل الرقميّ للتعليم"، وتعزيز "التعلّم الأساسيّ" والنهوض "بالمساواة بين الجنسَينِ"، فضلاً عن تحويل أنظمة التعليم للتعامل مع الأزمات، والاستثمار في التعليم بشكلٍ أكثر فعاليّةً وإنصافًا وتمكين الشباب.

خلال المرحلة الأولى من مشروعهم المشترك "الشراكة من أجل الإنماء التربويّ"، المعروف أيضًا تحت اسم "تربية 21"، أنشأ مكتب اليونسكو في بيروت موقعًا إلكترونيًّا حمل تسمية "تربية 21"Tarbiyah21 بهدف توثيق ممارسات التعليم والتعلّم الواعدة والمبتكرة، حتّى يتمكّن المعلّمون والمدرّبون من التعلّم من أقرانهم والاطّلاع على أحدث التجارب التربويّة في مختلف البلدان العربيّة كما على الصعيد الدوليّ.

في العام 2019، أُطلقت المرحلة الثانية من مشروع "تربية 21"، والتي أوشكت على الانتهاء، وقد نتج عنها أربعة مخرجات رئيسيّة، وهي:

• تطوير موقع إلكترونيّ جديد خاصّ بــ "تربية 21" يتضمّن الأرشيف السابق منذ العام 2011، بالإضافة إلى عدد ٍ كبيرٍ من المقالات الحديثة التي تمّ تجميعها تحت مواضيع مختلفة. الرجاء الاطِّلاع على الموقع على الرابط الآتي: https://www.tarbiyah21.org/
• إعداد نشرة إخباريّة شهريّة مع نشرة خاصّة بالأحداث المرتبطة بمشروع "تربية 21" يتمّ إرسالها باللّغتين العربيّة والإنكليزيّة إلى قاعدة بيانات واسعٍة تضمّ أكثر من 13000 مشتركٍ من الممارسين التربويّين.
• ابتكار مرجع خاصّ بممارسات التعليم والتعلّم الواعدة الذي يضمّ 130 نموذجًا عن المبادرات والمساهمات التي قام بها المعلّمون ومدرّبو المعلّمين، ووزارات التربية، والمراكز المختصّة، والمنظّمات غير الحكوميّة، ومنظّمات الأمم المتّحدة وأصحاب المصلحة الآخرون، والتي تعتبر ممارسات واعدة تمّ تحديدها بناءً على بعض المعايير التي وضعت في الدعوة الّتي أرسلت وعُمِّمَت في أيلول/سبتمبر 2022.
• إعداد المذكّرة التوجيهيّة الخاصّة بالمعلّم (على سبيل المثال، الخلاصة التوجيهيّة الخاصّة بالمعلّم) الّتي تضمّ الدروس المهمّة المُستفادة في سياق أزمة كوفيد-19 (وما بعدها) وما هو مطلوب من المعلّمين لتحسين أدائهم وإكسابهم مهارات تؤهلّهم لأن يصبحوا معلّمي المستقبل- وكيف يمكن دعم المعلّمين بشكلٍ أفضل بناءً على التدريب والموارد والحوافز المناسبة.

نحتفل في هذا اليوم باختتام المرحلة الثانية من مشروع "تربية 21" من خلال إطلاق منتجَينِ متميّزَينِ، وهما "المرجع الخاصّ بممارسات التعليم والتعلّم الواعدة" و "المذكّرة التوجيهيّة الخاصّة بالمعلّم" (كتيّب المعلّم). بصفتنا شركاء في مشروع "تربية21" وفي تنظيم هذه الفعاليّة، نأمل أن تؤدّي هذه المنتجات والموارد التي تركّز على المعلّمين وأدوارهم الجديدة في تحقيق التعليم الجيّد للجميع إلى مزيدٍ من الحوار حول السياسات ونرجو أن تُلهم العديد من المعلّمين وأصحاب المصلحة الآخرين ليصبحوا أطرافاً نشطين وفاعلين في التعليم التحويليّ على مختلف المستويات.

أهداف إطلاق هذا الحدث ثلاثيّةٌ، وهي:

1. تقييم الإنجازات الرئيسة لمشروع "تربية 21" المشترك والذّي أعدّه مكتب اليونسكو في بيروت (UBO) ومؤسّسة الفكر العربي (ATF)  (المرحلة 2) ؛
2. مشاركة مخرجات المنتَجَين المتميّزَين لهذا المشروع، وهما (أ) "مرجع ممارسات التعليم والتعلّم الواعدة"؛ و(ب) "المذكّرة التوجيهيّة الخاصّة بالمعلّم" (كتيّب المعلّم).
3. رفع مستوى الوعي حول المنتجات والنتائج التي يمكن لفئات مختلفة من أصحاب المصلحة استخدامها للبناء عليها بهدف تعزيز ثقافة تمكين المعلّمين في المنطقة العربيّة.

من المتوقّع بعد إطلاق هذين المُنتَجَين اليوم أن تستفيد المجموعات المستهدفة المختلفة من منتجات المشروع ونتائجه ومخرجاته في مهنتهم وتستثمرها بشكلٍ أفضل. (مثل المعلّمين ومدرّبي المعلّمين وصانعي السياسات والقرارات وأصحاب المصلحة الآخرين)

في الوقت نفسه، نتمنّى أن يشكّل حدث اليوم دعوةً لمزيدٍ من التبادل والمشاركة والعمل معًا من أجل المنطقة العربيّة.

بينما يقدّم حدث اليوم لمحةً عامّةً عن الإنجازات الرئيسة لمشروع "تربية 21" على مدار السنوات الأخيرة (المرحلة 2)، يركّزُ بشكلٍ خاصٍّ على المنتجَينِ المذكورَينِ أعلاه، ونأمل أن يصبحا مواد مرجعيّةً في منطقتنا تلهم الجهود المتجدّدة نحو دعم المعلّم وتعزيز دوره بشكلٍ فعّالٍ.

(أ) مرجع ممارسات التعليم والتعلّم الواعدة (مرجع)

يتألّف المرجع من خلاصةٍ وافيةٍ تضمّ 130 نموذجًا، من بين أكثر من 300 مشاركة تمّ استلامها، عن الممارسات التعليميّة والتعلميّة المبتكرة والواعدة التي ساهمت بها فئات مختلفة من أصحاب المصلحة في التعليم بناء على تجاربهم الشخصيّة. وتمّ اختيار ثلاثين ممارسة تعليميّة أخرى غير مدرجةٍ في المرجع ليتمّ نشرها في قسمٍ خاصٍّ على الموقع الإلكترونيّ "تربية21".

تمّ فرز النماذج المختلفة لممارسات التعليم والتعلّم الواعدة ضمن عدّة مواضيع/محاور رئيسة، من بينها:

• جودة التعليم والتعلّم (مع العديد من الموضوعات الفرعيّة الّتي تشمل أدوار المعلّم في المناهج الدراسيّة، ومنهجيّات التعليم الّتي تركّز على المتعلّم، وتنمية المهارات، والتعلّم العاطفيّ والاجتماعيّ SEL، التعليم من أجل التنمية المستدامة (ESD)/تخضير التعليم، وتقييم التعلّم (Lass) وغيرها مثل مقاربة المدرسة الشاملة (WSA).
• التحوّل الرقميّ في التعليم (دمج تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات (ICT) في التعليم (من المنظور التربوي)
• التطوير المهنيّ للمعلّمين (TPD)
• المعلّمون كباحثين / البحوث المتخصّصة في مجال التعليم الشامل.
• المشاريع التعاونيّة.

تعدّ المحاور المذكورة أعلاه من أهمّ الأولويّات التي حدّدها المعلّمون وأصحاب المصلحة الآخرون في التعليم للعمل على ضمان جودة التعليم والإنصاف والمساءلة اليوم (وغدًا). وتشكّل النماذج الواردة في المرجع دليلًا بارزًا على وجود مهارات إبداعيّة في التعليم لدى المعلّمين وأصحاب المصلحة الآخرين في المنطقة العربيّة. وفي الوقت نفسه، فإنّها تشكّل دعوةً للعمل على تأمين تبادل الخبرات بين المعلّمين وتنظيم فعاليات لمناقشة السياسات حول كيفيّة توسيع نطاق هذه المبادرات بطرق هادفة ومستدامة.

ب. المذكّرة التوجيهيّة الخاصّة بالمعلّم (على سبيل المثال الخلاصة التوجيهيّة الخاصّة بالمعلّم)

تهدف المذكرّة التوجيهيّة الخاصّة بالمعلّم إلى الجمع بين العديد من الدروس المهمّة المستمدّة من أزمة كوفيد-19 الأخيرة، وكذلك من المناقشة الأوسع نطاقًا حول أدوار المعلّمين في تحقيق جودة التعليم للجميع بطريقةٍ شاملةٍ.

خلال السنوات الأخيرة، تعلّمنا جميعًا دروسًا مهمّةً حول أنواع أنظمة التعليم غير المستقرّة التي يمكن أن نواجهها بسبب الأزمات، ولكن أيضًا بسبب تقدّم التقنيّات والعوامل الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والسياسيّة الأخرى (التي يصعب التنبّؤ بها بشكلٍ أساسيٍّ).

يستطيعُ المعلّمون وأصحاب المصلحة، بطريقةٍ سهلةِ الاستخدام، الاِطّلاع على الاِتّجاهات الحديثة المتعلّقة بمهنة التعليم، مثل التوقّعات الجديدة للمعلّمين، والكفاءات التي يجب عليهم تطويرها/إتقانها لتلبيتها. في الوقت نفسه، تشير المذكّرة التوجيهيّة الخاصّة بالمعلّم إلى بعض الطرق الفعّالة في دعم المعلّمين لأداءٍ أفضل أثناء تلبية رغباتهم (ورغبة المتعلّمين) في سياق بيئاتٍ آمنةٍ وممكّنةٍ ووديّةٍ للمتعلّم. تجعل هذه المذكّرةُ قضيةَ تمكين المعلّمين مناسِبةً من حيثُ توقيتها ومن حيثُ التكلفة اذ تعتمد على تعلّم المعلّمين من بعضهم البعض في سياق مجتمعات الممارسة الملهمة والداعمة. تشكّل المذكّرة التوجيهيّة الخاصّة بالمعلّم مواردَ غنيّةً للمعلّمين ولمدرّبي المعلّمين وأصحاب المصلحة الآخرين، ويمكن الوصول إليها باللّغة العربيّة واللّغات الأخرى.