بيان صحفي

ندوة حول برنامج اليونسكو "ذاكرة العالم"

برنامج ذاكرة العالم

إنّ لذاكرة الشعوب دور حيوي في الحفاظ على الهوية الثقافية، وربط الماضي بالحاضر وتحضير المستقبل. يشكل التراث الوثائقي في المكتبات ودور المحفوظات جزءًا كبيرًا من تلك الذاكرة ويعكس تنوع الشعوب واللغات والثقافات. لكن تلك الذاكرة هشة. في الواقع ، فإن صعوبة حفظ التراث الوثائقي في أجزاء مختلفة من العالم ، والحروب والاضطرابات الاجتماعية ، فضلاً عن النقص الحاد في الموارد ، شكّل تحديات كبيرة لذاكرة العالم. فالتراث الوثائقي اليوم معرّض لأخطار جمّة منها النهب والإتجار غير المشروع والتدمير والتلف.    .

لذلك، اتخذت اليونسكو إجراءات لحماية التراث الوثائقي المهدّد. في عام 1992 ، أنشأت المنظمة برنامج "ذاكرة العالم"  بهدف حماية صون التراث الوثائقي الإنساني وحمايته من الاندثار وإتاحة الفرصة لجميع الشعوب للإطّلاع على هذا التلااث، وذلك من خلال استخدام أنسب التقنيات.  

على هذه الخلفية ، نظم مكتب اليونسكو في بيروت ، بالشراكة مع اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو في 25 أيلول 2019 ندوة موّجهة لأصحاب المصلحة الرئيسيين (المكتبيون وخبراء التراث الوثائقي والمؤرخون والقيمون على المتاحف ومسؤولو الأرشيف) بهدف تعريف المشاركين ببرنامج اليونسكو "ذاكرة العالم" ، والبحث في الفرص والتحديات المتعلقة بحماية التراث الوثائقي في لبنان ، ومناقشة الخطوات المستقبلية لإنشاء لجنة وطنية لذاكرة العالم تحدد التراث الوثائقي في لبنان وترشّحه لسجلّ ذاكرة العالم .

حضر الجلسة الافتتاحية ممثل وزير الثقافة الدكتور وليد مسلم ، وممثلة مدير مكتب اليونسكو في بيروت والدكتورة سايكو سوجيتا ، والأمينة العام للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو الدكتورة تالا زين، وأخصائي برنامج الإتصال و المعلومات في مكتب اليونسكو  السيد جورج عواد.

في كلمة الترحيب ، قالت الدكتورة سيكو سوجيتا ، متحدثة بالنيابة عن مدير مكتب اليونسكو الدكتور حمد الهمامي : "تم إنشاء برنامج ذاكرة العالم عام 1992 لضمان الحفاظ على التراث الوثائقي في العالم وحمايته والوصول إليه بشكل دائم ؛ مع إيلاء الاعتبار الواجب للأعراف الثقافية والتطبيق العملي. منذ ذلك الوقت ، يعمل البرنامج على تشجيع بناء القدرات ، وتعزيز التعاون الدولي ، وتحديد أفضل الممارسات ، وتنفيذ المشاريع ، وتنمية الموارد ، والقيام بأنشطة رائدة لوضع المعايير في هذا المجال ".".

بدورها، أشارت الدكتورة تالا زين الى أنّ: " هناك عدة عوامل مشتركة تهدّد هذه الذاكرة سواء الناتجة عن فعل الإنسان؛ مثل  الحروب وعدم الاستقرار الأمني، والنهب، والتجارة غير المشروعة وغيرها، أو تلك التي تكون نتيجةً لبعض العوامل الطبيعية كالحرارة، والرطوبة التي يتعرض لها هذا التراث مع مرور الزمن. نجح  برنامج "سجل ذاكرة العالم"أن يصون الكثير من أنواع التراث الوثائقي؛ حيث بلغ عدد الأعمال المدرجة في السجل حتى الآن 527 تسجيلة متنوعة تبدأ بالألواح الطينية، والمخطوطات، والمكتبات، والمتاحف، والأرشيفات الوطنية، والأقراص السمعية والبصرية ، والأفلام السينمائية والصور الفوتوغرافية وغيرها.   وبما أن اللجنة مؤتمنة على رسالة منظمة اليونسكو وعلى تطبيق برامجها، شكلت  لجنة وطنية لـ"ذاكرة العالم " ضمت عدداً من المتخصصين في هذا المجال في العام 2003 وشاركت في العمل على تسجيل الأبجدية الفنيقية والنصب التذكارية المنقوشة عند مصب نهر الكلب على السجل الدولي فكان ذلك في العام 2005  

ولكن أعترف أن نشاط هذه اللجنة خجول بل معدوم حالياً لأن الاقتصاد هو محط اهتمام العالم ولحاجتنا للمختصصين المؤمنين بقضية الحفاظ على التراث الوثائقي".   

بدوره، أكّد الدكتور وليد مسلّم في كلمته دعم وزارة الثقافة لجميع المبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي وصونه. وأشاد بعمل اليونسكو في هذا الصدد ، وأكد على دعم الوزارة الكامل لتنفيذ برنامج ذاكرة العالم في لبنان.  

ثم قدّم السيد جورج عواد لمحة موجزة عن البرنامج ، مشيراً إلى أهمية تنفيذه في لبنان ، نظراً لثراء البلد بالتراث الثقافي. قام عواد بتعريف المشاركين بأهداف البرنامج وبتوصية اليونسكو المتعلقة بالحفاظ على التراث الوثائقي في العصر الرقمي وتعزيز الوصول إليه (2015).  

  تبادل المشاركون والخبراء تجربتهم في مجال الحفاظ على التراث الوثائقي في لبنان ، وناقشوا التحديات ، واستكشفوا سبل المضي قدمًا في تنفيذ برنامج ذاكرة العالم في لبنان.