الأخبار
سوريا: اليونسكو تستأنف عملياتها بمبادرة أولى في المتحف الوطني بدمشق

تأسس المتحف الوطني بدمشق في عام 1919، ويُعد من أقدم المؤسسات الثقافية في منطقة الشرق الأوسط. يضم المتحف مجموعة مميزة تعكس غنى وتنوع التراث السوري. وتعرض معارضه قطعاً أثرية فريدة تشهد على الإرث التاريخي والثقافي العميق للمنطقة. وقد أُجبر المتحف على الإغلاق في عام 2012 خلال ذروة النزاع، وأُعيد فتحه جزئياً في تشرين الأول 2018، ثم استأنف استقبال الزوار في كانون الثاني 2025.
ما الذي سيفعله المشروع
تم تطوير المشروع بالتعاون الوثيق مع الشركاء الوطنيين والمديرية العامة للآثار والمتاحف، ويهدف إلى تقديم تدابير الإسعاف الأولي الحرجة لتعزيز البنية التحتية للمتحف، وتقوية إدارته العامة، وتحسين ظروف التخزين والأمن لمنع المزيد من الأضرار، وبدء عمليات الترميم والحفظ الرقمي للتراث الوثائقي السوري الذي لا يقدّر بثمن.
يستضيف المتحف الوطني بدمشق مجموعات أثرية متميّزة ذات قيمة متجذّرة في عمق تاريخ سوريا وتلقى صداها لدى باقي البشرية. ستواصل اليونسكو جهودها لحشد الدعم لهذا المتحف الاستثنائي وللتراث الثقافي المتنوّع في سوريا
كما تضع المبادرة الجديدة لليونسكو تركيزاً كبيراً على التوعية التعليمية، مع خطط لتطوير مواد تعليمية مُصمّمة خصيصاً للطلاب وتدريب موظفي المتحف على تعزيز التربية المدنية والثقافية.
بميزانية أولية قدرها 175 ألف دولار أمريكي، من المقرر تنفيذ المشروع على مدى عدة أشهر، ويشمل مجموعة شاملة من الأنشطة مثل التخطيط للطوارئ، وترميم القطع الأثرية، ورقمنة التراث الوثائقي، وتنظيم ورش عمل تدريبية في مجالات الجرد، والتصميم المتحفي، والتعليم حول التراث.
جهود متجددة في سوريا
قادت مارغو بيرجيون-دارس، رئيسة ديوان المديرة العامة لليونسكو، بعثة إلى سوريا في نهاية شهر أيار لمناقشة مع السلطات المؤقتة، الدعم الذي يمكن أن تقدّمه اليونسكو لتعافي البلاد. وقد التقت بعثة اليونسكو بشكل خاص مع الوزارات المعنية ضمن نطاق ولاية المنظمة.
ساهمت هذه البعثة في توضيح الأولويات المشتركة وكذلك نطاق مشاركة اليونسكو في البلاد في مجالات الثقافة، والتعليم، والإعلام، والمعلومات.
كما وضعت اليونسكو خطة عمل لدعم عملية الانتقال في سوريا، تماشياً مع القرار الذي صاغته ألمانيا وتم اعتماده بالإجماع في نيسان الماضي خلال اجتماع المجلس التنفيذي لليونسكو. ويقوم عدد من الشركاء بتخصيص موارد مالية لتمكين تنفيذ هذه البرامج على أرض الواقع.
وستواصل اليونسكو العمل عن كثب مع نظرائها السوريين والشركاء الدوليين لضمان نجاح هذه المبادرة الرائدة ولدعم الجهود الأوسع الرامية إلى تعزيز القدرة الاقتصادية على الصمود وتحقيق تعافٍ مستدام من خلال الثقافة والتراث.