الأخبار
قصة طالب سوري يسعى جاهداً لبناء مستقبل أفضل

اختار الطالب السوري، عبد الرحمن نسب ابن ال 24 ربيعاً، التخصص كطاهٍ للحلويات والمعجنات حين تم قبوله في برنامج تدريبي لفنون ومهارات الضيافة في كلية لومينوس الجامعية التقنية في عمان ضمن مشروع تدعمه اليونسكو وتموله حكومة جمهورية كوريا لتقديم منح دراسية للاجئين السوريين والشباب الأردنيين المستضعفين.
جاء هذا الشاب إلى الأردن في أوج الأزمة حاملاً حلمه في أن يصبح طاهياً، لكن بسبب ظروف الهجرة الصعبة ومع مرور الوقت، بدأ اليأس يتسلل إلى نفس عبد الرحمن؛ إذ لم يكن لديه أية أوراق اعتماد، ولم تكن الحياة أمامه سهلة كسوري ولاجئ.
أخيراً وفي العام 2018، سمع عبد الرحمن عن مشروع المنح الدراسية المقدمة ضمن برنامج اليونسكو للتعليم والتدريب الفني والمهني الذي يتم تنفيذه من قبل كلية لومينوس الجامعية التقنية وبتمويل من حكومة جمهورية كوريا. ولا يشترط البرنامج شهادة الثانوية العامة أمام المتقدمين للالتحاق بتخصصات البرامج التدريبية، بل على العكس كان حافزا لهم للانضمام واستكمال مسارٍ مهنيٍ ناجحٍ ومستقبلٍ واعد. حيث تم قبول عبد الرحمن في برنامج الضيافة واختار التخصص كطاهٍ للحلويات والمعجنات
"كنت بحاجة لأثبت لنفسي أن الحياة لا تتوقف بدون الحصول على شهادة التوجيهي وأن أتذكر أنه يجب عليّ العمل بجدّ لتحقيق أهدافي. كان من المهم التوقف عن النظر إلى هذا كعائق والبدء في النظر إليه كفرصة "
"لقد أتقنت صناعة البسكويت وما زلت أتعلم كعكة الجبن، ولا أنظر إلى الأشياء بعين الاستحالة؛ إذا واصلت المحاولة، فلا يوجد شيء صعب". وقد أنهى عبدالرحمن البرنامج في تشرين الأول/أكتوبر 2018 ثم تابع تدريبه العملي الذي انتهى الشهر الماضي. يقول عبد الرحمن «خلال تدرُّبي العملي، أصبحت السيدة دارين صلاح -الشيف التنفيذي مرشدة لي. وكنت أتشاور معها باستمرار بشأن مسيرتي المهنية مستنيراً بآرائها واقتراحاتها".
سيبدأ عبد الرحمن العمل كطاهٍ للمعجنات والحلويات- في مطعم جديد في منطقة بوليفارد العبدلي-، وينتابه الحماس والخوف في آن معاً حيال هذه المرحلة الجديدة.
لقد تعرض عبد الرحمن في الماضي لمعاملة سيئة من قبل بعض أرباب العمل. حيث يقول: "كان صاحب العمل يتحدث معي بفظاظة. قال إنه سوف يعطيني الوظيفة ولكنه قدم لي راتباً لا يقبله طفل. وبينما ينتظر أن يبدأ عمله الجديد، يعمل عبد الرحمن مهرجاً في الحفلات والمناسبات.
يطمح عبد الرحمن بعد ذلك إلى مواصلة تعليمه حتى يتمكن من متابعة حرفته في العمل كطاهي معجنات في فندق من فئة الخمس نجوم. وبالرغم من كل الصعوبات والتحديات، لم يتوقف عبد الرحمن عن متابعة حلمه.
تعدّ منحة عبد الرحمن واحدة من 250 منحة دراسية مقدمة في إطار هذا مشروع "توفير فرص التعليم والتدريب التقني والمهني للشباب الأردنيين والسوريين" والتي تدعم الوصول إلى تعليم هادف ومعتمد لـ 75 شاب وشابة من الشباب الأردنيين المستضعفين و175 شاب وشابة سوري/ة في الأردن. ويضطلع مكتب اليونسكو في عمان بدور قيادي في ضمان تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ولا سيما الهدف ٤ الذي يُعنى بضمان التعليم الشامل والجيد للجميع وتعزيز التعلم مدى الحياة. تضطلع وحدة التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني في مكتب اليونسكو في عَمّان بإدارة هذا المشروع.