الأخبار
شابّة متفوّقة من لبنان تساهم في وضع استراتيجيّة اليونسكو لتعليم الشباب والكبار

تبلغ دانا عدنان من العمر 25 سنةً وهي متخرّجة حديثًا بشهادة كيمياء حيويّة. على الرّغم من أنّها تابعت دراستها في المجال العلمي، إلّا أنّها لطالما سعت إلى ربط العلوم بالإنسانيّات، فهي ترى أنّ "العلوم موجودة لتخدم حياة الإنسان، ولا سيّما الكيمياء الحيويّة الّتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصّحّة. عندما يتمتّع الإنسان بجسدٍ صحّيّ ويمارس حياته بشكلٍ صحّيّ، سيتمتّع عقله أيضًا بصحّةٍ جيّدة."
بعد التّخرّج، وبناءً على هذه الرّؤية وهذا المعتقد، قرّرت دانا وضع معرفتها للكيمياء الحيويّة في خدمة الشّباب، فأـكملت 1000 ساعة تطوّع خلال سنتين، وحضرت دوراتٍ تدريبيّة متعدّدة عن التّنمية المستدامة وريادة الأعمال في عددٍ من المنظّمات الدّوليّة (كمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، اليونيسيف، والمركز الثقافي البريطاني)، ما سمح لها بوضع مشروع مبتكر لتحسين رفاه مجتمعها، ولا سيّما رفاه الشّباب في لبنان. كانت فكرة هذا المشروع تصميم منصّة على الانترنت تعزّز انتاجيّة الشّباب ورفاههم على الرّغم من النّكسات والعقبات العديدة الّتي تواجههم في حياتهم اليوميّة من البطالة إلى القدرة المحدودة على المشاركة في عمليّة صنع السّياسات. ويجدر الذّكر أن لقاءها مع اليونسكو ساهم في تسريع مهنتها، إذ بعد أن شاركت في دورة "تدريب المدرّبين على ريادة الأعمال الشّبابيّة"، استطاعت اكتساب المهارات التقنيّة الأساسيّة الّتي سمحت لها بإطلاق شركتها المبتدئة.
وفي العام 2017، أطلقت دانا المنصّة الإلكترونيّة "ليف لوف مايندز" (Live Love Minds) الّتي تهدف إلى التّوعية عن صحّة الشّباب، وتعزيز الممارسات الصّحّيّة لتحسين رفاههم ودفع إنتاجيّتهم في الوقت نفسه. وتساعد هذه المنصّة على وصل علماء الأعصاب والنّفس وخبراء الكيمياء الحيويّة وحتّى الشّباب ليتشاركوا الخبرات والبحوث والمعلومات الموثوقة عن كيفيّة تحسين رفاه الشّباب من خلال العلوم. وفي تصريحٍ عن ذلك، قالت دانا "لا تقلّ إنتاحيّة الشّباب في المنطقة العربيّة بسبب المشاكل المختلفة الّتي يواجهونها في حياتهم اليوميّة، وشعورهم بالاكتئاب والضّغط الاجتماعي، بل إنّ آخر أبحاث الكيمياء الحيويّة تظهر أنّ الانتاجيّة المهنيّة أو الأكاديميّة لا تتعلّقان بالبيئة الّتي تحيط بنا، بل ترتبطان أوّلًا وأساسًا بالهرمونات والدّورة الدّمويّة، ونشاط الغدد".
وبفضل تفكير دانا المبدع والتزامها بالعمل على قضايا الشّباب، قام مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت بترشيحها للمشاركة في اجتماع اليونسكو للخبراء حول استراتيجيّة اليونسكو لتعليم الشباب والكبار الّذي عقد في هامبرغ، ألمانيا يومي 28 و29 أيّار/ مايو 2019. ومن اللًافت أنّ دانا كانت واحدة من بين ثلاثة مندوبين من المنطقة العربيّة وأنّها كانت أصغر المشاركين في الاجتماع. وخلال مراجعة المشروع، لاقت تعليقات دانا واقتراحاتها وتوصياتها بشأن مجالات اليونسكو الأوّليّة في تعليم الشباب والكبار اهتمامًا كبيرًا. وبعد انتهاء الاجتماع بفترة قصيرة، وصلت إلى دانا رسالة من معهد اليونسكو للتّعلّم مدى الحياة تعلمها بأنّ ملاحظاتها واقتراحاتها ستدمج في النّسخة التّالية من الاستراتيجيّة الّتي سيتمّ تقديمها في الجلسة رقم 207 لمجلس اليونسكو التّنفيذي في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019. وفي تصريحٍ عن الموضوع، قالت دانا "اقترحت في مداخلاتي المتنوّعة خلال الاجتماع ضرورة أن تكرّس الاستراتيجيّة اهتمامًا خاصًّا لإصلاح نظام التّعليم، لا سيّما في المنطقة العربيّة، وذلك من أجل إدخال معرفة الحقائق العلميّة الأساسيّة المتعلّقة بالصّحّة في المناهج. من المهمّ أن يشعر الأفراد بوحدة مع جسدهم، فعندما نعي احتياجات جسدنا، نحن ننمّي عقليّةً إيجابيّة وصحّية."
خلال المؤتمر، اكتسبت دانا خبرة مباشرة في عمل المنظّمات الدّوليّة وفي اليونسكو تحديدًا، وقالت "إنّ اختياري للمشاركة في الاجتماع وأخذ تعليقاتي واقتراحاتي بالاعتبار هما خير دليل على أنّ استراتيجيّة اليونسكو تهدف فعلًا إلى الاستجابة إلى احتياجات الجهات المعنيّة والمستفيدين الأساسيّين وهم: الشّباب."
وبعد خوض هذه التّجربة، تودّ دانا أن تقول لنظرائها: "أحلامنا بمفردها لا تهمّ، بل إنّ تحقيقها هو الهدف الأساسيّ منها. ويكمن سرّ تحقيق أحلامنا في التّعلّم من نجاح الآخرين وفشلهم، وفي الفرح بإنجازاتهم، وفي وضع خطّة عمل مناسبة، شرط أن نكون مستعدّين دائمًا للتّغيير والتّكيّف مع تطوّر الظّروف."