بيان صحفي
سُبُل تعزيز كفايات المعلمين لاستثمار التكنولوجيا في خدمة التعلم

نظم مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية- بيروت، بالشراكة مع المركز التربوي للبحوث والإنماء، مؤتمرا على مدى يومين بعنوان "نحو تعزيز كفايات المعلمين لاستثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والموارد التعليمية المفتوحة في خدمة التعلم"، في فندق كورال بيتش في بيروت، في حضور رئيسة المركز التربوي الدكتورة ندى عويجان، مسؤول برنامج الإتصال والمعلومات في مكتب اليونسكو الأستاذ جورج عواد، رئيسة مكتب الإعداد والتدريب رانيا غصوب مقلد، الدكتورة كلودين عزيز، الدكتور هشام خوري، خبير اليونسكو أندرو مور وحامل كرسي اليونسكو للموارد التربوية المفتوحة الدكتور فوزي بارود، مدير التعليم الأساسي جورج داوود، رئيس جمعية المعلوماتية المهنية كميل مكرزل، ممثل شبكة التحول الرقمي نديم منصوري، رئيس مركز تقنيات المعلوماتية ربيع بعلبكي. كما حضر المؤتمر عدد من الشركاء الفاعلين في مجال التعليم وتكنولوجيا المعلومات من ممثلين عن الوزارات المعنية وكليات التربية والإرشاد والتوجيه واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة والهيئات التربوية والجمعيات الأهلية والخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والموارد التعليمية المفتوحة.
يهدف المؤتمر الى عرض مبادرات المركز التربوي للبحوث والإنماء وتوجهاته، المتعلقة بكفايات المعلمين التكنولوجية، كما الى عرض إطار اليونسكو المرجعي لكفايات المعلمين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإستراتيجيات الموارد التعليمية المفتوحة المحلية، ويهدف كذلك الى تفعيل الحوار مع الشركاء المعنيين حول استخدام الموارد التعليمية المفتوحة واستثمار التكنولوجيا في خدمة التعلم.
عويجان
بعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيبية ألقتها المسؤولة الإعلامية في مكتب اليونسكو في بيروت جنى جبور، تحدثت عويجان، فقالت: "منذ شهرين، احتفلنا بالعيد ال48 لتأسيس المركز التربوي، ووضعنا هدفنا للعام 2030 وأطلقنا رؤيتنا تحت شعار "معا لنظام تربوي عادل ومستدام، ومجتمع متماسك ومواطن فاعل ومنفتح".
أضافت: "منذ فترة قصيرة أطلقنا مشروع تطوير المناهج في ظل أوضاع حساسة في البلد. واليوم نجتمع في مؤتمر حول تعزيز كفايات المعلم وتطويره المهني في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والموارد الرقمية المفتوحة. يهدف هذا المؤتمر الى مشاركتكم بأنشطة وتوجهات المركز التربوي ومنظمة اليونسكو، كما والاستماع الى مبادراتكم وخبراتكم الناجحة في مجال بناء كفايات المعلمين التكنولوجية. وبعد أن باتت التربية هي فسحة الأمل المتبقية، والحل الوحيد لتوحيد المجتمع بجميع مكوناته للنهوض بلبنان الوطن، وترسيخ المواطنية الفاعلة وصناعة المستقبل، ويبقى الهدف المركزي للتطوير، بناء متعلم- مواطن فاعل وسعيد، متوازن، معتز بوطنه ومنفتح على العالم. والتوازن لا يختصر على مجالات محددة تقوم على استهلاك المعرفة ولكن يتعدى الإطار الضيق ليطال جميع أنواع المعارف والمهارات الحياتية".
وتابعت: "في هذا الإطار يطمح المركز التربوي إلى المساهمة في انتاج المعرفة، وانتاج الموارد التعليمية المفتوحة، وانتاج المقررات التدريبية الالكترونية ليس فقط في لبنان ولكن في الوطن العربي وفي العالم. كما يسعى مع الشركاء والمعنيين الى مراجعة وتطوير للإطار المرجعي لكفايات المعلمين والإطار المرجعي الوطني في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بهدف تمكين جميع المعلمين من استثمار التكنولوجيا في خدمة التعليم والتعلم، مما يحفز دورهم الفاعل في تطوير المناهج الجديدة وتفعيلها".
وأردفت: "ان المركز التربوي للبحوث والإنماء اذ يقدر شراكته الدائمة مع منظمة اليونسكو، يشكر وجود السيد Andrew Moore معنا اليوم، ويدعو جميع الفرقاء التربويين المشاركين الى الاستفادة من خبراته العالمية في مجال تكنولوجيا التعليم. إن تطوير المنظومة التربوية لا بد أن تترجم بهيكلية جديدة للمناهج بفروع ابداعية تكنولوجية معاصرة وبرامج متخصصة داعمة. ولا بد أن تترافق مع تطوير البنية التحتية التكنولوجية ومع التدريبات اللازمة لتحقيق الغاية المرجوة. ولا بد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الا أن تكون متعددة الأبعاد، وأن تستعمل ككفاية بحد ذاتها ولخدمة المواد والأنشطة التعليمية الأخرى. كما ولا بد أن تكون الموارد الرقمية المفتوحة في خدمة التعليم والتعلم وجميع الحدث".
وختمت عويجان: "أشكر اليونسكو شريكنا الأساسي في المؤتمر، وأشكر فريق العمل في المركز التربوي وفي اليونسكو وكل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر. معا لثورة تربوية، معا لمناهج جديدة تفاعلية، وبالتربية نبني معا".
عواد
ثم تحدث عواد، فقال: "تؤكد خطة التنمية المستدامة للعام 2030، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، على تحول عالمي سائد نحو بناء مجتمعات المعرفة الشاملة القائمة على حقوق الإنسان وتحقيق المساواة بين الجنسين والتمكين. تعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضرورية لتحقيق التقدم نحو تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. وهي الأهداف ذات الصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يتم تناولها في: التعليم الجيد (الهدف 4)، المساواة بين الجنسين (الهدف 5)، البنية التحتية (الهدف 9)، تقليل أوجه عدم المساواة داخل وعبر البلدان (الهدف 10)، السلام والعدالة والمؤسسات القوية (الهدف 16) والشراكات لتحقيق الأهداف (الهدف 17)".
أضاف: "تعمل اليونسكو في سبيل بناء مجتمعات معرفة جامعة، وتمكين المجتمعات المحلية عن طريق زيادة الفرص المتاحة للانتفاع بالمعلومات والمعارف في جميع مجالات اختصاص المنظمة، وصونها وتبادلها. ولا بد من بناء مجتمعات المعرفة على أربعة أسس هي حرية التعبير؛ وتعميم الانتفاع بالمعلومات والمعارف؛ واحترام التنوع الثقافي واللغوي؛ وتوفير التعليم الجيد للجميع. والمنظمة ملتزمة ببناء مجتمعات المعرفة انطلاقا من قناعتها بأن تعميم الانتفاع بالمعلومات هو عامل أساسي في بناء السلام، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، وإقامة الحوار بين الثقافات. وتعزز اليونسكو مبدأ الانفتاح في المضامين والتكنولوجيات ومختلف العمليات من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة في مجال التوعية ورسم السياسات وبناء القدرات. وتشمل الحلول المتاحة في هذا الصدد الانتفاع الحر بالمعلومات العلمية، والموارد التعليمية المفتوحة، والبرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر، وبرنامج التدريب المفتوح، وكذلك التعليم المفتوح والتعليم عن بعد. وتتيح هذه الموارد للباحثين والمبدعين استخدام البيانات وتبادلها على نحو أسهل، كما توفر للطلبة والمعلمين في شتى أنحاء العالم فرصا غير مسبوقة للانتفاع بالمعارف والمعلومات".
وأضاف: "التكنولوجيا لها دور مهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. فقد أنشأت اليونسكو، بالشراكة مع قادة القطاع وخبراء المواد العالميين، إطارا دوليا يحدد الكفاءات اللازمة للتدريس الفعال في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو: إطار عمل اليونسكو لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمعلمين ICT CFT ICT Competency Framework for Teachers. يؤكد هذا الإطار على أن المعلمين، بالإضافة إلى امتلاكهم للكفاءات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والقدرة على تطويرها لدى طلابهم، يجب أن يكونوا قادرين على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمساعدة الطلاب على أن يصبحوا متعاونين، ومتعلمين مبدعين، وأعضاء مبتكرين ومشاركين في المجتمع. لهذا الغرض، ينبغي فهم التطوير المهني للمعلمين على أنه عملية تعلم مدى الحياة، وليس كحدث لمرة واحدة".
الجلسات
تخلل المؤتمر حلقات حوار تمحورت حول المخطط الوطني لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات في التربية والإستراتيجيات ذات الصلة المعتمدة في مكتب الإعداد والتدريب، كما تناولت تدرج دورات مكتب الإعداد والتدريب الحالية حول استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، وتطرقت إلى استراتيجيات المركز التربوي للبحوث والإنماء للموارد التعليمية التي طورها مكتب التجهيزات والوسائل التربوية.
وتناول الخبراء والميسرون عروضا حول مواضيع عدة من بينها: الأنشطة العالمية ضمن مشروع استثمار الموارد التعليمية المفتوحة في سياق إطار اليونسكو المرجعي لكفايات المعلمين في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الإصدار الثالث في السياق اللبناني.
وسيخلص المؤتمر الى تحضير تقرير توليفي يتضمن المبادرات المحلية المتعلقة بتعزيز كفايات المعلمين لاستثمار التكنولوجيا في خدمة التعلم والاستراتيجيات والمبادرات المحلية حول الموارد التعليمية المفتوحة وإنتاجها، كما الى تحديد خارطة طريق للأنشطة المتعلقة بالموارد التعليمية المفتوحة والإطار المرجعي لكفايات المعلمين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السياق اللبناني.