يُعدّ اجتياز الامتحانات الدراسية لنهاية العام لحظة مرهقة وصعبة لجميع الطلاب في جميع أنحاء العالم. وعندما يتعلّق الأمر بالبلدان المتضرّرة من الأزمات، فإن الاضطرابات التعليمية تضيف صعوبةً اضافية. يمكن عدم اجتياز الاختبار أن يعني الكثير، فقد يغيّر حياة الطالب ويبعده عن التعليم بشكل نهائي. هذا يعني أنّه في أوقات الأزمات، يستحق الطلاب دعمًا أقوى للاستعداد للامتحانات.
في الصيف الماضي، قدّمت اليونسكو دعمًا عاجلاً لما يقارب 1800 طالب ضعيف قادمٍ من مناطق يصعب الوصول إليها، يسافرون عبر الخطوط المتقاطعة والحدود لإجراء امتحاناتهم النهائية في منطقة هنانو في حلب.
تعتمد مساهمة اليونسكو في هذا الدعم العاجل للطلاب السوريين الأكثر ضعفًا، والذي يتم تقديمه بشكل مشترك من قبل الأمم المتحدة والشركاء التربويين الآخرين، على خبرة اليونسكو في تقديم دروس علاجية للطلاب القادمين من مناطق صعب الوصول اليها، حتى يتمكنوا من اجتياز امتحاناتهم الوطنية. وقد سمحت هذه الدروس بتقليص الفجوات في معدلات النجاح بين الطلاب من المناطق التي يصعب الوصول إليها، وأولئك الذين لم يحتاجوا إلى الاستفادة من برامج الدعم الخاصة. في الصف الثاني عشر، على سبيل المثال، اجتاز 54٪ من المستفيدين من البرنامج الجولة الأولى من الاختبارات، مقارنة بمعدل النجاح الوطني البالغ 59.73٪، حسب مديرية تربية حلب.

وتقول مديرة إحدى مراكز استضافة الطالبات: "إن وجود مراكز الاستضافة المجانية ودروس التقوية المفيدة التي قدمتها اليونيسكو وكل ما قدمته باقي المنظمات الدولية من مساعدات عينية ودعم نفسي واجتماعي، شجع الكثير من العائلات في المناطق التي يصعب الوصول اليهاعلى إرسال بناتهم لكي ينجزوا امتحاناتهم الوطنية بسبب توفر الأمان وعدم وجود أعباء مادية. العديد من الفتيات أعربن عن حلمهم بمتابعة الدراسة في جامعة حلب وكانوا يسألن المرشدين النفسيين عن مختلف الاختصاصت الجامعية وكذلك السكن الجامعي وما هي فرص العمل التي يمكن أن نعمل بها خلال الدراسة الجامعية لتأمين مصاريف السكن والمعيشة." وتضيف: "أذكر أن إحدى الفتيات […] كانت تحلم بدخول الجامعة ودراسة الأدب الانكليزي. كانت الفتاة لا تفّوت دروس اللغة الانكليزية وتتفاعل بشكل كبير مع المدرّس. وعند صدور النتائج لم أتفاجأ أنها قد حصلت على علامة كاملة في اللغة الانكليزية، ما سيمكنّها بالمستقبل من دخول الجامعة ودراسة الاختصاص التي لطالما كانت تحلم به."
خلال العام المنصرم، قدمت اليونسكو دروسًا علاجية لـ 75000 طالبا في جميع أنحاء سوريا، مستهدفة المناطق الأكثر حاجة والريف بشكل خاص، لضمان استمراريّة التعلّم.