الأخبار

البروفيسورة نيفين خشاب: تشخيص أكثر دقة وعلاج أكثر فعالية

يصف الأطباء، يومياً، ملايين الأدوية لمرضاهم لعلاجهم من الأمراض المختلفة، وعندما يتناول المريض هذه الأدوية، فأنها تؤثر على الجسم بأكمله وليس على الخلايا المصابة فقط، مسببة بذلك، الكثير من الأعراض الجانبية والتقليل من فعالية الدواء. وقد ابتكرت الدكتورة نيفين خشاب جزيئات نانوية تسمح بتوجيه العلاج إلى الجزء المصاب مباشرة، وهو ما يؤدي إلى انخفاض الأعراض الجانبية لهذا الدواء. وحصلت د. خشاب على لعام 2017 عن إفريقيا والبلدان العربية كتقدير للأبحاث التي قامت بها.

هناك ظاهرة بيولوجية تُسمى الإرهاق الحموضي، وهي تتسبب في ظهور العديد من الأمراض، وخاصة أمراض وسرطانات الدماغ، وكلما تم اكتشاف هذه الظاهرة مبكراً، كلما استطعنا علاجها على نحو أفضل. وعام 2014، نشرت الدكتورة نيفين خشاب مقالا يقدم تقنية حديثة لاكتشاف الإرهاق الحموضي داخل الخلايا الحية. وبعد تجربة هذا التقنية في مختبر حيوي، توصل العلماء إلى أنها قد تكون بداية لعصر جديد من الطب المفصل على الحالة.

وثمة أكتشاف آخر للدكتورة خشاب يتمثل في ابتكار نوع جديد من الجزيئات التي يمكن التحكم في نافذيتها ومرونتها، والتي تنتج علاجا حسب الطلب عن طريق التعرض للضوء، وتعد نظاما ثوريا في عالم الطب يسمح بإنتاج مكونات هامة مثل البروتينات والمواد الوراثية، التي من الصعب إنتاجها إنتاجا دقيقا في الوقت الحاضر.

وبالرغم من الأهمية العلمية والطبية للأبحاث التي تقوم بها الدكتورة خشاب، يراودها قلق حيال الآثار السلبية لهذه الأبحاث على البيئة، وتقول "على الرغم من أهمية النانوتكنولوجي، ينبغي علينا أن نأخذ في الاعتبار الآثار الضارة نسبياً لهذه الجزيئات النانوية التي تُستخدم في العلاج الطبي." ولتخطى هذه العقبة، قامت د. خشاب باختراع جزيئات نانوية جديدة تتحلل تلقائياً بمجرد تعرضها للضوء.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك أمر آخر يشغل بال د. خشاب، وهي أم لثلاثة أطفال، هو تأثير هذا الاختراع على الأجيال القادمة. "أن الاكتشافات العلمية ليست فقط زيادة في ما نمتلكه من معرفة شخصية، وإنما هي القدرة على تسليم هذه الاكتشافات للأجيال القادمة. وتلعب النساء دوراً بارزاً في هذا المجال." جاءت هذا العبارة على لسان عالمة ذات باع كبير في مجال الطب يؤهلها لتكون أحد أبرز علماء الشرق الأوسط. فهده العالمة التي تبلغ من العمر 35 عاماً، قامت بنشر أكثر من 90 بحثا علمياً، وقامت بالأشراف على ثلاثة عشر طالباً، من بينهم 8 في الوقت الحالي (خمس سيدات و ثلاثة رجال). والجدير بالذكر أنها تركت الولايات المتحدة، في عام 2010، بعد توليها لمركز مرموق هناك، لتشارك في إنشاء مجتمع علمي جديد في الشرق الأوسط في جامعة الملك عبدلله للعلوم والتقنية، في المملكة العربية السعودية. وتعد أبحاثها المتعمقة والكثيرة مادة خصبة تلهم الكثير من الطلاب في البلدان العربية.

جائزة لوريال- اليونسكو للنساء في مجال العلوم لعام 2017

مُنحت جائزة لوريال- اليونسكو للنساء في مجال العلوم، لعام 2017، لخمس سيدات بارزات يعملن في مجال العلوم نظراً لتفوقهن، وابتكارهن وذكائهن. وتُمنح هذه الجائزة كل عام لخمس سيدات يمثلن القارات الخمس (أفريقيا والدول العربية، وآسيا والمحيط الهادي، وأوروبا، وأمريكا اللاتينية، وأمريكا الشمالية)، نظراً لمساهمتهن في تطوير العلوم. فمنذ تسعة عشر عاماً، دعم هذا البرنامج أكثر من 2700 سيدة شابة تعمل في مجال العلوم في 115 بلداً مختلفاً، ومُنحت الجائزة لـ97 فائزة وباحثة، من بينهن الباحثتان إليزابيث بلاكبيرن وعدا يونات، اللتان حصلتا فيما بعد على جائزة نوبل.