الأخبار
الذكاء الاصطناعي والانتخابات والعمليات الديمقراطية: بين تعزيز النزاهة ومخاطر التضليل
اعداد: نورما المصري

تم إعداد هذا المقال من قبل غرفة الشباب للوسائط المتعددة. الآراء والأفكار الواردة في هذا المقال تعبر عن آراء المساهمين في غرفة الشباب للوسائط المتعددة ولا تعكس بالضرورة آراء اليونسكو أو شركائها. لا تعني التسميات المتعلقة بالوضع القانوني لأي دولة أو إقليم أو مدينة أو منطقة، أو سلطاتها، أو المتعلقة بتحديد حدودها، إبداء أي رأي من قبل اليونسكو أو شركائه.
في زمن تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، بات الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في مختلف جوانب حياتنا، بما في ذلك العمليات الانتخابية والأنظمة الديمقراطية. وقد خصصت اليونسكو، ضمن احتفالها باليوم العالمي لحرية الصحافة، جلسة ثالثة بعنوان "الذكاء الاصطناعي والانتخابات والعمليات الديمقراطية" لمناقشة انعكاسات هذه التكنولوجيا على مسار الديمقراطية، سواء من حيث تعزيز نزاهة الانتخابات أو من حيث التهديدات التي تفرضها من خلال حملات التضليل والأخبار المضللة.
خلال هذه الجلسة، أشار الأستاذ عمار عبود، أمين عام الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات، إلى غياب استخدام الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية في لبنان حتى الآن، مشيرًا إلى أن الحملات في القرى تعتمد أساسًا على تطبيق الوتساب بدلًا من اللافتات. وقد قارن ذلك بمدينة بيروت، حيث يصعب إنشاء مجموعة على الوتساب تشمل جميع السكان. كما لفت عبود إلى إمكانية استغلال الذكاء الاصطناعي للتضليل في الحملات الانتخابية، مثل تركيب صور تجمع مرشحين لا يمكن أن يجتمعوا في الواقع. ورغم هذه السلبيات، أشار إلى الجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي، إذ يُسهم في مراقبة الأخبار المضللة وكشف زيفها.
من جهتها، اعتبرت السيدة ندى حمزة، خبيرة الحملات الرقمية، أن اللبنانيين لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعّال في حملاتهم الانتخابية، مشيرة إلى أن المعرفة العملية بالذكاء الاصطناعي ما زالت محدودة. وأكدت حمزة أن "الشات جي بي تي" لا يمثل الذكاء الاصطناعي بالكامل، بل يُعد جزءًا منه، لافتة إلى أن المحترفين فقط هم من يستغلون هذه الأدوات للتضليل. كما انتقدت تأخر وسائل الإعلام في مواكبة هذه التطورات، مشددة على أهمية فهم الفروقات بين أجيال الشباب وضرورة تطوير مهاراتهم الرقمية.
وقد أدارت الجلسة السيدة ريمان ضو، منتجة أخبار في قناة الجديد، التي ساهمت في إثراء النقاش وطرح الأسئلة التي عكست التحديات الراهنة في هذا المجال.
في الختام، أظهرت الجلسة بوضوح الحاجة الملحّة إلى رفع الوعي بالذكاء الاصطناعي في السياق الانتخابي، وتكثيف الجهود في مجال التربية الإعلامية، وتدريب الصحفيين، وتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف لضمان انتخابات حرة ونزيهة. ومما لا شك فيه أن مثل هذه المبادرات والنقاشات التي تدعمها اليونسكو تشكل خطوة مهمة نحو بناء مجتمعات أكثر شفافية ومشاركة ديمقراطية فاعلة.