الأخبار

المنتدى الإقليمي لتشغيل الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط: تقييم التقدُّم المُحرز وتدشين مبادرة المهارات الرقمية

تواجه بلدان منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط ​​تحديات جمّة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ويُعتبر مُعدّل بطالة الشباب في المنطقة واحداً من أعلى معدلات البطالة في العالم. ويُسفر التزايد المطّرد في معدلات البطالة، خارج نطاق جائحة كوفيد-19، عن تغييرات جذريّة في أسواق العمل، وكذلك في المهارات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الجديدة. ومن هذا المنطلق، تقتضي مواجهة التحديات في المنطقة تعزيز نُظم رصد التغييرات في الطلب على العمالة، وتحديد المتطلبات المتغيرة لأصحاب العمل من الموارد البشريّة، واتباع ترتيبات منهجية للاستجابة لاحتياجات المهارات المستجدّة.

شهدت الفترة الممتدة من عام 2018 إلى عام 2021 تعاوناً بين ، المموّل من الاتحاد الأوروبي، وبين ثمانية بلدان في المنطقة، ويتمثل الهدف من هذا التعاون في بناء القدرات الوطنية والإقليمية وتوطيد التعاون من أجل مواجهة التحديات في المنطقة.

ونظّم مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت، بتاريخ 8 نيسان/أبريل 2021، افتراضياً في إطار مشروع تشغيل الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وضمّ المنتدى زهاء 120 مشاركاً من المنطقة، وتمثّل الهدف من هذا المنتدى في تقييم النتائج المحققة، وتبادل ومناقشة التطورات الأخيرة والاتجاهات والممارسات المبتكرة في إطار مختلف مجالاته المواضيعية، فضلاً عن الوقوف على الجهود المستقبلية.

وضمّ المنتدى ثلّة من الخبراء في مجال التنبؤ بالمهارات وتقييمها، والتعلم بالممارسة المهنيّة، وممثلي المهارات الرقمية ومهارات ريادة الأعمال، فضلاً عن ممثلي الحكومات والمجتمع المدني والشباب من البلدان المستفيدة.

وافتتح الاجتماع مديرُ الجلسة، سليم شحادة، وهو خبير البرامج لدى مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت، وتلا ذلك سلسلة من الكلمات الافتتاحية التي ألقاها كل من رئيسة قسم التربية في مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية وأخصائية برامج أول، هنا يوشيموتو، ومديرة البرامج لدى مديرية سياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع، الاتحاد الأوروبي، إيفا بابيك، ومدير قسم السياسات ونظم التعلم مدى الحياة لدى قطاع التعليم في اليونسكو، برهان شقرون.

وأكّد المشاركون في الجلسة الافتتاحية أهميّة المشروع في المنطقة ودوره في توطيد التعاون بين الدول المشاركة للتخفيف من البطالة بين صفوف الشباب. ولم يدّخر القائمون على المشروع جهداً، حتى في خضم جائحة كوفيد-19، من أجل المضي قدماً في تنفيذ المشروع. وسلّط السيد شقرون الضوء على تماشي المشروع مع ، المتوقّع إتمامها هذا العام، الأمر الذي يُفسح المجال أمام اعتماد خارطة طريق جديدة لتعزيز التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني في كنف الدول الأعضاء إبّان السنوات الخمس المقبلة.

وتخلل المنتدى عرض عن تأثير مشروع تشغيل الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط تضمّن شهادات لممثلي البلدان، وواختتم الجلسة الافتتاحية المسؤول عن فريق عمل المشروع، السيد أسامة غنيم، من مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت، باستعراض الأنشطة المتبقية التي ستُنفّذ حتى نهاية شهر تموز/يوليو عام 2021.

وتوزّع المشاركون فيما بعد على ثلاث جلسات فرعية للتعمّق في مجموعة متنوّعة من المكونات المواضيعية للمشروع.

وتضمنت كل منها عرضاً قدمه الممثلون عن البلدان وخبراء في هذا المجال، وشهادات أدلى بها ممثلو الشباب. وتطرقت الجلسات إلى المكونات المختلفة للمشروع، وهذه المكونات هي: التنبؤ بالمهارات اللازمة للمستقبل – المنهجيات المستخدمة في البلدان المشاركة في مشروع تشغيل الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط؛ والمهارات الرقمية ومهارات ريادة الأعمال ذات الصلة بالتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني؛ والتعلم بالممارسة المهنيّة ذي الصلة بالتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني.

تؤدي برامج اكتساب المهارات الرقمية ومهارات ريادة الأعمال ذات الصلة بالتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني درواً أساسياً في عالمنا الرقمي اليوم

أصبح اكتساب المهارات الرقمية في عالمنا اليوم، أساسياً للتشغيل؛ وقد بيَّنت دراسة أساسية أولية أجريت في البلدان المشاركة في مشروع تشغيل الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط، أنَّ مناهج التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني في هذه البلدان غير مهيأة بالقدر الكافي لنقل المهارات الرقمية الأساسية والمهنية إلى الخريجين.
برهان شقرون، مدير قسم السياسات ونظم التعلم مدى الحياة

كانت الجلسات الفرعية عن المهارات الرقمية ومهارات ريادة الأعمال ذات الصلة بالتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني، فرصة للتدشين الرسمي للتعاون بين اليونسكو و"بيكس" في إطار مشروع تشغيل الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث قدم بنجامان مارتو وإلسا دوفيار من "بيكس" الفرنسية، مقاربة منهجية لدمج المهارات الرقمية في التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني.

وهناك حاجة متزايدة للمهارا ت الرقمية باعتبارها ضرورة أساسية للدخول إلى سوق العمل، ولذلك استهلت اليونسكو في نهاية عام 2020 ، وهو مرفق فرنسي عام لتقييم المهارات الرقمية وتنميتها ومنح الشهادات إقراراً بها، وجاء هذا التعاون بغية دعم المتدربين الشباب لاكتساب الكفاءات الرقمية الضرورية في المنطقة من خلال مشروع تشغيل الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وعقب التشاور مع ممثلين عن السلطات الوطنية، ستنظم "بيكس" خمس حلقات دراسية شبكية تفاعلية في البلدان المستفيدة، حيث سيكتسب من خلالها ممثلو هذه البلدان ما يلي:

  • التعرُّف على منصة "بيكس" وإطارها المرجعي ومنهجيتها؛
  • التعرُّف على استخدام المنصة في المؤسسات التدريبية، وإعداد سيناريوهات تربوية لتنمية المهارات الرقمية؛
  • التهيئة لتنمية مهارات رقمية تتناسب مع المهنة المطلوبة؛
  • طلب إبداء الرأي في محتوى المنصة وإطارها المرجعي بغية الإسهام في دراستها ضمن سياقها؛
  • الإعداد لتنفيذ حملات لتقييم المهارات الرقمية وتنميتها ضمن المؤسسات التدريبية.

ويعتبر هذا التعاون أساسياً لدعم هدف المشروع المتمثل في تعميم المهارات الرقمية في برامج التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني، وضمان صمود الشباب ضمن الاقتصادات المعقدة وأسواق العمل الآخذة في اكتساب الصفة الرقمية أكثر فأكثر.

ويستند مشروع تشغيل الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى الإنجازات التي حققها الشق التشغيلي من مشروع شبكات شباب حوض المتوسط الممول من الاتحاد الأوروبي؛ حيث ساعد على إعداد نماذج للتنبؤ بالمهارات اللازمة، وأشرك الجهات المعنية الوطنية الأساسية، بما فيها المؤسسات الوطنية وممثلين عن الشباب والقطاع الخاص، بغية فهم نتائج هذه التجربة واستخدامها في خدمة وضع السياسات المتعلقة بالتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني. وكان الاتحاد الأوروبي قد تولى تمويل المشروع الذي نُفِّذ خلال ثلاث سنوات (2018-2020)، ثمَّ مُدِّد حتى تموز/يوليو 2021؛ وهو يرمي إلى دعم تشغيل الشباب وريادتهم للأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط، من خلال النهوض بالتنبؤ بالمهارات اللازمة وتحسين نظم التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني.

 

الصورة: محمد بدار / Shutterstock.com