الأخبار
التعلّم من أجل كوكبنا: نبذة شاملة

لم يعد يخفى على أحد أنّ سبل عيشنا باتت تفتقر إلى الاستدامة، ويواجه كوكبنا أزمات متعددة ومترابطة جرّاء السلوك البشري الآخذ في استنفاد موارد الكوكب. وهناك قائمة طويلة من العوامل المثيرة للقلق، إذ يؤثر تغير المناخ فينا وفي جميع الكائنات الحية من حولنا، ويضرّ بالنظم البيئية، ويسفر عن تدهور بيئي غير مسبوق، وقد كانت سنة 2020 أحرّ سنة على الإطلاق، ويحدق خطر الانقراض بمليون نوع من الكائنات الحية. وإذا واصلنا العيش بالطريقة التي نعيش فيها اليوم، سنحتاج إلى ثلاثة أضعاف موارد كوكب الأرض بحلول عام 2050.
ما هو "التعلّم من أجل كوكبنا"؟
التعلّم منبعٌ أساسيّ لإيجاد الحلول ولبنة لا غنى لنا عنها من أجل بناء عالم أكثر استدامة. ويعتبر التعليم القادر على إحداث تغيير جذري الحل الطويل الأمد للمساعدة في تغيير السبل التي نتبعها للعيش وللاعتناء بكوكبنا. ومع ذلك، لا يتلقى جميع المتعلمين اليوم الأدوات والمعارف الكافية لتمكينهم من العمل لصالح الكوكب. وتندر أو تنعدم الإشارة إلى الموضوعات البيئية في 45% من وثائق التعليم الوطنية التي درستها اليونسكو، بما في ذلك الاستدامة وتغير المناخ والتنوع البيولوجي، في حين أنّ أقل من نصف هذه الوثائق ذكرت تغير المناخ، وأشارت 19٪ فقط منها إلى التنوع البيولوجي. ولا بدّ من تغيير ذلك.
ومن هذا المنطلق، سوف تُدشّن اليونسكو خلال حملة - التعلّم من أجل كوكبنا – لتكون بمثابة دعوة لبلدان العالم أجمع من أجل الاستثمار في التعليم من أجل التنمية المستدامة وضمان تضمينه في نظم التعلم على مستوى العالم. إننا بحاجة إلى #التعلّم_من_أجل_كوكبنا لضمان نجاة كوكبنا وخروجه من غمار هذه الأزمة.
ما هو التعليم من أجل التنمية المستدامة؟
يمكّن لمتعلّمين من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات والقيم والمواقف التي يحتاجون إليها للعمل بما فيه خير لصالح كوكب الأرض والتصدي للتحديات العالمية التي تعترض طريقنا. ويشجّع التعليم الطلاب كي يكونوا أطرافاً فاعلة ومسؤولة تساهم في إيجاد عالم أكثر استدامة. ويغرس التعليم من أجل التنمية المستدامة الرغبة باتخاذ إجراءات تحويلية على الصعيدين الشخصي والمجتمعي في داخل جميع المتعلّمين من جميع الأعمار، وذلك من خلال تزويدهم بالأدوات اللازمة من أجل استحداث نظم وسبل معيشية مستدامة. إنّ هو الإطار العالمي لهذا العقد الجديد من التعليم من أجل التنمية المستدامة، ويهدف إلى معالجة الممارسات البيئية والاجتماعية والاقتصادية غير المستدامة والمساعدة في إحداث تحويل في المجتمع من خلال التعليم.
ما هو المؤتمر العالمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة؟
هو مؤتمر افتراضي سيعقد أيام 17 و18 و19 أيار/مايو 2021 في برلين، ألمانيا. وسيجمع صناع القرار والمهنيين المعنيين بالتعليم والتنمية المستدامة في العالم بهدف تعزيز الوعي بشأن تحديات التنمية المستدامة وإعادة تأكيد الالتزامات العالمية تجاه "التعليم من أجل التنمية المستدامة لعام 2030". وسوف يتناول المؤتمر جملة من القضايا الرئيسية، من بينها تعزيز التعليم التحويلي لدعم المتعلمين ليكونوا مسؤولين ومساهمين نشطين لتشييد مجتمعات أكثر استدامة وبناء كوكب سليم.
، التي رأت النور في شهر أيلول/سبتمبر 2020، في تشجيع الشباب على تعلّم الاستدامة من خلال معالجة النفايات وتدويرها. وتمدّ سبل معالجة النفايات الشباب بأفكار بسيطة يمكنهم تعلّمها للمساهمة بما فيه خير للكوكب. هذا وتساعدهم هذه الأفكار هم أيضاً على العمل والعيش على نحو يتسم بقدر أكبر من الاستدامة. وشهدت حملة اليونسكو إقبالاً من آلاف الشباب في جميع أنحاء العالم كي يعالجوا النفايات في منازلهم ومدارسهم ومجتمعاتهم من أجل إحداث تغيير في العالم.
وتقدَّم لمشاريع استثنائية تساعد الناس على التعلم من أجل كوكبنا، وتتألف من ثلاث جوائز سنوية بقيمة 50 ألف دولار أمريكي مخصصة لكل فائز. ويقرّ الفائزون بالجائزة والمكافآت النقدية بالدور الذي يؤديه التعليم كحلقة وصل بين الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية للتنمية المستدامة. تعرفوا على وعلى عدد آخر من المشاريع الاستثنائية، واستقوا الإلهام منها.
وتستند العديد من المشاريع المحلية والدولية الرامية إلى إحداث تغيير إيجابيّ إلى طاقة المواطنين وتصميمهم في بلدان العالم قاطبة. وتندرج مبادرة اليونسكو في عداد هذه المشاريع التي تُعتبر بمثابة منصة تروّج مجموعة مختارة من عناصر التغيير المبتكرة في جميع أنحاء العالم، التي يمكن الاقتضاء بها والعمل على غرارها بسهولة.
Photo: UMB-O/Shutterstock.com