الأخبار
اليونسكو تحيي اليوم العالمي لحرية الصحافة 2025: التغطية الإعلامية في عالم مليء بالتحديات — أثر الذكاء الاصطناعي على حرية الصحافة والإعلام

تحت شعار "التغطية الإعلامية في عالم مليء بالتحديات: أثر الذكاء الاصطناعي على حرية الصحافة والإعلام"، أحيت اليونسكو اليوم العالمي لحرية الصحافة في احتفال أُقيم في 5 أيار/مايو 2025، برعاية معالي الدكتور بول مرقص، وزير الإعلام. جمع الحدث مهنيين في مجال الإعلام، وخبراء في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وممثلين عن الحكومة والمجتمع المدني، وصحافيين شباب، للبحث في العلاقة المتغيرة بين التكنولوجيا والإعلام في عصر يشكّل فيه الذكاء الاصطناعي عاملاً محوريًا ومؤثرًا.
افتُتِح الاحتفال بكلمات لكلٍّ من السيدة كوستانزا فارينا، مديرة مكتب اليونسكو في بيروت، ومعالي الوزير بول مرقص، حيث شددت الكلمات الافتتاحية على أهمية حماية الحق الأساسي في حرية التعبير، إلى جانب الاعتراف بالإمكانات التحويلية الكبيرة للذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام.
حرية الصحافة ليست امتيازاً بل حق أساسي يتطلب منا اليقظة لحمايته. وفي زمن الابتكار والذكاء الاصطناعي، من الضروري أن تسير الصحافة والتكنولوجيا جنباً إلى جنب، مع الالتزام الدائم بمبادئ الحقيقة والديمقراطية والكرامة الإنسانية. ومن هذا المنطلق، نؤكد مجدداً التزامنا بالتعاون مع اليونسكو لتعزيز حقوق الصحفيين، وصون تراثنا السمعي البصري، والتصدي للمعلومات المضللة
"يجلب الذكاء الاصطناعي إلى لبنان وعوداً كبيرة ومخاطر كبيرة في آنٍ معاً. فمن جهة، يتيح فرصاً جديدة للناس للوصول إلى المعلومات والتواصل عالمياً وإسماع أصوات الفئات المهمّشة. ومن جهة أخرى، يثير مخاوف جدية حول المعلومات المضللة والمراقبة والتلاعب الرقمي — وهي تحديات تكتسب أهمية خاصة في سياقنا المحلي حيث غالباً ما تواجه استقلالية الإعلام ضغوطاً. وقد دعمت اليونسكو لبنان باستمرار في مواجهة هذه التحولات التكنولوجية والاجتماعية، من خلال العمل عن كثب مع شريكنا المؤسساتي، وزارة الإعلام، لتعزيز مشهد إعلامي حر وتعددي وآمن وشامل
وشكّل اليوم أيضًا مناسبة لإطلاق حملة جديدة للتربية الإعلامية والمعلوماتية، التي طُوّرت من قبل اليونسكو بالتعاون مع وزارة الإعلام في لبنان والمنظمة الفرنكوفونية الدولية. (OIF) تهدف الحملة إلى تعزيز الوعي العام حول التفكير النقدي وتزويد المواطنين بالأدوات اللازمة للتصدي للأخبار المزيفة والمعلومات المضللة.
وفي خطوة إضافية لدعم قدرات الإعلام المحلي، سلّمت اليونسكو ست كاميرات لمراسلي الوكالة الوطنية للإعلام وتلفزيون لبنان. وكان هؤلاء الصحفيون قد حصلوا سابقاً على قدرات في تقصّي المعلومات من خلال برنامج تدريب مُتخصص، ركّز على مكافحة المعلومات المضللة والحفاظ على نزاهة الإعلام في سياقات صعبة.
وتضمّن الحدث أيضاً سلسلة من الجلسات التفاعلية جمعت بين الإعلاميين وخبراء الذكاء الاصطناعي وصناع السياسات والأكاديميين وممثلي المجتمع المدني. وقد أفسحت هذه الجلسات المجال للنقاش المفتوح وتبادل الآراء حول الجوانب العملية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي في الإعلام، وشملت المواضيع دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة ونشر المعلومات المضللة، وتأثيره على إنتاج الأخبار واستدامة وسائل الإعلام، والتحديات التي يطرحها على استقلالية التحرير والخطاب الديمقراطي. وسلطت النقاشات الضوء على الحاجة إلى وضع ضمانات قوية وأطر حوكمة شاملة لحماية حرية الصحافة.
ولم تقتصر هذه الجلسات على الخبراء فقط، بل أُثريت أيضاً بمشاركة أصوات الشباب. فقد ساهم فريق من طلاب الجامعات ضمن مبادرة "غرفة أخبار الشباب" في إضفاء بُعد عملي تعليمي على الحدث، حيث غطوا الجلسات، وأجروا مقابلات، وأعدوا تقارير كجزء من تدريب منظّم على التغطية الإعلامية الاحترافية وأخلاقيات الصحافة.
يشكّل اليوم العالمي لحرية الصحافة 2025 منصة لاستكشاف كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في دعم أو تحدي التدفق الحر للمعلومات، وتعزيز حرية الصحافة، والمساهمة في ترسيخ الديمقراطية والتنمية المستدامة في عالم رقمي سريع التطور. كما يجدد هذا اليوم التزام اليونسكو بتعزيز مشهد إعلامي حر وشامل ومبني على معايير حقوق الإنسان، تماشياً مع الهدف 16.10 من أهداف التنمية المستدامة لضمان وصول الجمهور إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية.
لمحة عن اليونسكو
تضم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة 194 دولة عضواً وتسهم في بناء السلام وإحلال الأمن عبر قيادتها للتعاون المتعدد الأطراف في مجالات التعليم والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات. تتخذ المنظمة من باريس مقراً لها، ولديها مكاتب موزعة على 54 بلداً، وتوظف أكثر من 2300 شخص. وتشرف اليونسكو على أكثر من 2000 موقع للتراث العالمي ومحمية للمحيط الحيوي وحديقة جيولوجية عالمية؛ وشبكة للمدن المبدعة ومدن التعلم والمدن المستدامة الشاملة للجميع؛ وتشرف أيضاً على أكثر من 000 13 مدرسة منتسبة وكرسي جامعي ومعهد للتدريب والبحوث. وترأسها المديرة العامة أودري أزولاي.
"لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام".
- ديباجة الميثاق التأسيسي لليونسكو، 1945.
للاستزادة: /ar
جهة الاتصال للشؤون الإعلامية:
مكتب اليونسكو في بيروت: نسرين قمورية، n.kammourieh@unesco.org