الأخبار

اليونسكو تترجم دليل السياسات لتعزيز التعليم بشأن الهولوكوست ومنع الإبادة الجماعية في البلدان الناطقة بالعربية

Holocaust education

كتسب التعليم والتعلّم بشأن الهولوكوست ومنع الإبادة الجماعية أهمية في العصر الحاضر في هذا العالم الذي تسوده العولمة: إذ أنه يتم تسليط الضوء في هذا المجال على هشاشة المجتمعات والقوة التدميرية لمعاداة السامية، والعنصرية وسائر أشكال التمييز، وكذلك على مسؤوليات المواطنين المجتمعية. ولذلك فإن اليونسكو ترمي إلى تعزيز التعليم والتعلّم بشأن الهولوكوست على الصعيد العالمي.

ومن أجل تعزيز التعليم والتعلّم في هذا الشأن في البلدان الناطقة بالعربية، قامت اليونسكو بترجمة دليل السياسات الذي أصدرته بعنوان إلى اللغة العربية.

يُبيّن مينا عبد الملاك، أخصائي التوعية العربي في ، أن " من المؤسف ألاّ يتوافر تعليم في هذا الصدد في بلدان العالم الناطقة بالعربية، وهي البلدان التي ترتبط بشراكة مع اليونسكو. ومن أجل سد هذه الفجوة، يتعاون متحف الأمم المتحدة التذكاري للهولوكوست مع جماعات الطلاب، والمربين والمنظمات غير الحكومية المعنية بالعمل في مجال التعددية، والقضايا المرتبطة بحقوق الإنسان في البلدان الناطقة بالعربية. ومن خلال برنامج التوعية لمتحف الولايات المتحدة التذكاري للهولوكوست، يتم التركيز على التحديات المجتمعية التي تنعكس أصداؤها في تاريخ الهولوكوست.

تكمن هذه التحديات في مجموعة من الفروق في العالم العربي اليوم: "إننا نشدد على تحديات من قبيل الدعاية، وهشاشة الديمقراطية ووجود الإيديولوجيات المتطرفة التي من شأنها تأجيج الكراهية ضد فئات معينة من الشعب. وما من مجتمع لديه مناعة ضد مثل هذه التحديات"، يقول مينا عبد الملاك. ولذا فإن التعليم بشأن التطورات التاريخية التي أفضت إلى وقوع الهولوكوست يمكن أن يساعد المتعلِّمين في التسليم بالديناميكيات التي قد تؤجج النزاعات وأعمال العنف الجماعية. بل إن ذلك يمكن أن يساعدهم في تحديد العلامات التحذيرية ذات الصلة، وفي تحسين فهم مخاطر الدعاية، ومعاداة السامية، والأحكام المسبقة وتقديم كبش فداء.

 

في تونس، تعاونت اليونسكو ومتحف الولايات المتحدة التذكاري للهولوكوست مع أكاديميين ومعلمين وضعوا هذا النهج موضع التنفيذ. فعقب مشاركة هؤلاء في المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتعليم والهولوكوست، قاموا بتنفيذ مشروع يجري العمل فيه على المستوى الوطني. وكانت اليونسكو قد نظّمت هذا المؤتمر بمشاركة متحف الولايات المتحدة التذكاري للهولوكوست في كانون الأول/ ديسمبر 2017؛ ويجدر التوقف عند النتائج التي أعقبت المؤتمر:" وجد [المشاركون التونسيون في المؤتمر الدولي المعني بالتعليم والهولوكوست] أن ثمة أوجه تشابهٍ بين الدعاية النازية ودعاية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)"، يقول مينا عبد الملاك بشأن الفكرة الكامنة وراء المشروع. "إنهم يستعينون بالمعرض المتنقّل للأمم المتحدة/ متحف الولايات المتحدة التذكاري للهولوكوست بشأن " حالة الخداع: قوة الدعاية النازية"، وهو المعرض الذي يتناول كيفية استخدام النازيين للدعاية لكسب تأييد شريحة عريضة من الناخبين في ألمانيا لتنفيذ برامجهم المتشددة و"تبرير الحرب والقتل الجماعي". وكجانب من المشروع، يتم تنظيم المعرض بالإنجليزية والفرنسية والعربية في مجموعة من الأماكن، وتقترن به حلقات عمل وفعاليات ثقافية. وتتراوح المواضيع المثارة في المعرض بين تاريخ الدعاية النازية، مما يساعد المتعلِّمين في بناء مهارات الفكر النقدي وتقييم الدعاية، وتاريخ تونس أثناء الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك الاحتلال الألماني، وتاريخ الطائفة اليهودية التونسية الطويل. 
 
ومن أجل دعم هذه الجهود وغيرها في هذا الشأن، تعزز اليونسكو ترجمة الموارد التعليمية القيّمة إلى اللغة العربية. وقد أنشأ مشروع ، الذي انطلق تحت رعاية اليونسكو في عام 2009، موقعاً شبكياً متعدد اللغات يشمل معلومات عن الهولوكوست والحياة اليهودية، وتمت بموجبه ترجمة منشورات نالت استحساناً تُوثق للهولوكوست في عدة لغات، بما فيها اللغة العربية. أما دليل السياسات، الذي أصدرته اليونسكو مؤخراً تحت عنوان . دليل السياسات، فهو يشكل إضافة مهمة إلى هذه الموارد. 

 

ولما كان هذا الدليل هو أول مورد من نوعه باللغة العربية، فقد لقى ترحيباً من جانب مينا عبد الملاك الذي قال :"إن الدليل سيفتح، كما نأمل، فصلاً جديداً لتوفير مزيد من التعليم بشأن الهولوكوست في العالم العربي. وذلك لأنه لا تتوافر لراسمي السياسات وواضعي المناهج الدراسية موارد تبيّن الأسباب الداعية إلى التعليم بشأن الهولوكوست من أجل تعزيز المواطنة العالمية أو التسامح أو حقوق الإنسان أو حتى رواية تاريخ البلدان المختلفة". وسيستعين متحف الولايات المتحدة التذكاري للهولوكوست بالدليل المترجَم فيما ينظمه من مبادلات وحلقات عمل يشارك فيها جمهور عربي.
 
تسهم أنشطة اليونسكو لتعزيز التعليم بشأن الهولوكوست ومنع الإبادة الجماعية إسهاماً مباشراً في تحقيق أهداف تعليم المواطنة العالمية الرامية إلى تزويد المتعلِّمين بالمعارف، والمهارات والكفاءات ليكونوا مفكرين نقديين ونشيطين ومواطنين عالميين مسؤولين، مما يساهم في بناء عالم يتسم بمزيد من السلام والتسامح والشمول والأمن.
ويتمثل تعليم المواطنة العالمية في أحد المجالات الاستراتيجية لبرنامج قطاع التربية لليونسكو للفترة 2014ـ 2021 ويسترشد بجدول أعمال وإطار عمل التعليم حتى عام 2030، ولاسيما بالغاية 4.7 لأهداف التنمية المستدامة (الهدف 4 للتنمية المستدامة الخاص بالتعليم).

 

الرجا الرجوع للمزيد عن  وإلى عمل اليونسكو المتعلق بهذا( الروابط بالإنجليزية).