الأخبار

اليونسكو تعزز الدراية الإعلامية للشباب من خلال المشروع الرائد "نوادي الإعلام الجديدة"

أطلق مكتب اليونسكو في بيروت مشروعًا رائدًا باسم "نوادي الإعلام الشبابية الجديدة"، كخطوة إضافية لتعزيز الدراية الإعلامية في صفوف الشباب في لبنان، وللتشجيع على استخدام الوسائط الإعلامية بشكل إيجابي.

أطلق مكتب اليونسكو في بيروت مشروعًا رائدًا باسم "نوادي الإعلام الشبابية الجديدة"، كخطوة إضافية لتعزيز الدراية الإعلامية في صفوف الشباب في لبنان، وللتشجيع على استخدام الوسائط الإعلامية بشكل إيجابي. وتهدف هذه المبادرة النوعية إلى تحسين الدراية الإعلامية والمعلوماتية في صفوف الشباب في خمس مدارس في لبنان (مدرستين رسميتين وثلاث مدراس خاصة) في مناطق الجنوب، والشمال، والبقاع، وبيروت، وجبل لبنان، من خلال إنشاء نوادي الدراية الإعلامية والمعلوماتية التي يديرها الشباب والتي تعمل على نشر الدراية الإعلامية وبناء السلام واحترام التنوّع، وذلك عبر اتباع مقاربة الأقران. وهذا المشروع مبنيّ على مبدأ أنّ الشباب، إذا كانوا يتمتّعون بالدراية الإعلامية، تكون لهم قدرة على تحليل الرسائل الإعلامية التي يواجهونها كلّ يوم، ممّا يزيد من ذكائهم في استخدام وسائط الإعلام وبالتالي قدرتهم على تقييم المعلومات الإلكترونية وعلى حماية أنفسهم من الرسائل الإعلامية المضلّلة.

وكخطوة أولى في هذا المشروع، أقام مكتب اليونسكو في بيروت ورشة عمل لتنمية القدرات امتدّت على ثلاثة أيام، في 20 و21 و26 من شباط/فبراير 2019، شارك فيها 10 مدرّسين تم اختيارهم من المدارس الخمسة المعنيّة. وهدفت ورشة العمل، التي أدارها مدربين من المنظمة غير الحكومية "دوائر" ، إلى تعريف المشاركين على الدراية الإعلامية والمعلوماتية والمبادئ الإدارية للنادي الإعلامي، وإلى إعطائهم المهارات الإعلامية، ليتمكنوا لاحقاً من نقل المعلومات والمعرفة التي اكتسبوها إلى التلاميذ. في الواقع، يؤدي المدرسون دورًا أساسيًا في هذا المشروع: فهم يشرفون على عمل النادي الإعلامي ويساعدون التلاميذ في التواصل والتنسيق مع المدرسة والمجتمع المحلي. كما يراقب المدرسون على مستوى النادي عمليّة إعداد وثيقة مرجعية خلال المشروع من أجل تسهيل تكرار النشاط في مدارس أخرى لاحقًا.

وعند سؤال الآنسة عبير العرب من مدرسة ثانوية جميل رواس الرسمية حول أهمية هذا المشروع لمدرستها وقيمة التدريب على تنمية القدرات الذي تلقّته، قالت:" لقد لاحظت على مر السنين أنّ تلاميذنا تنقصهم الثقافة الإعلامية، جميعهم يستخدمون مواقع التواصل الإجتماعي لكنهم يسيئون استخدام هذه المنصات، وغالبًا ما ينشرون محتوى غير مجدٍ أو عنيف، ومع أن تلاميذنا يستخدمون الوسائط الإعلامية، إلا أنهم لا يستطيعون التفرقة بين "محتوى جيد" و"محتوى سيء" و"أخبار دقيقة" و"أخبار خاطئة". لذلك، عندما قدمت اليونسكو فكرة المشروع لمدرستنا، تطوّعتُ بحماس للمشاركة فيه لأنني أؤمن بأنه نظرًا لانتشار الوسائط الإعلامية في يومنا هذا، يتولى المدرسون مسؤولية نشر الوعي بين التلاميذ حول الإعلام وتعزيز درايتهم الإعلامية من أجل بناء قدرتهم على التفكير النقدي ولكي يصبحوا مواطنين فاعلين".

أما الآنسة ريتا عون، وهي مدرِّسة في مدرسة الأنطونية عجلتون، فأكّدت أنّ:" الثقافة الإعلامية والدراية الإعلامية قد أصبحتا حاجتين ملحّتين في يومنا هذا، حيث بات كل مواطن صحافيًا ومراسلًا، لذا، أشجع على تطبيق هذا المشروع في جميع مدارس لبنان لكي يتعلّم التلاميذ أن يكونوا منتجين للإعلام وأن لا ينحصروا باستخدامه فقط". وعن ورشة العمل التي حضرتها، قالت الآنسة عون:" أنا لديّ خلفية إعلامية، فقد عملت لسنوات في محطة تلفزيونية، لكنني "شخص تقني"، وأتقن المهارات التقنية كاستخدام الكاميرا أو تسجيل صوت أو تصوير تقرير، لكنني لا أمتلك مهارات في إنتاج المحتوى الإعلامي. وفي ورشة العمل هذه، عرّفنا المدربون على هذه المهارات بطريقة "لطيفة" وحيوية، وأنا أقدّر اعتمادهم "المقاربة التفاعلية" التي سمحت لنا بمشاركة تجاربنا الخاصة، بدلًا من "إسقاط" معرفتهم علينا".

وكان للآنسة عرب الرأي نفسه، إذ قالت:" لقد تعلمنا كيف نصوّر تقريرًا باستخدام هواتفنا النقالة. إنه أمر مذهل، وسيُسَر تلاميذنا جدًا عند اكتسابهم لهذه المهارة، فلطالما ظنوا أنهم لن يستطيعوا تصوير الأفلام لأن مدرستنا غير مزوّدة بكاميرات احترافية. أما الآن فمشكلتهم قد حُلَّت، سوف نعلّمهم كيف يتخطون هذه العقبة باستخدام هواتفهم الشخصية!"

ومع إنشاء ورشة العمل المعنية بتنمية قدرات المدرّسين، تتوالى المراحل الأخرى للمشروع، وهي: إنشاء فريق أساسي للشباب من عمر 14 إلى 16 سنة يتم اختيارهم من المدارس الخمسة، وفقًا لمدى تحفيزهم والتزامهم، ليتلقوا تدريبًا مدته ثلاثة أيام حول الدراية الإعلامية والمعلوماتية ومهارات الحياة يمكّنهم من تشكيل النادي وإدارته. سوف تنتج النوادي محتويات إعلامية تعبّر عن آراء هؤلاء التلاميذ وأفكارهم ووجهات نظرهم، مع إبراز قدرتهم على تحليل المعلومات والتحقق منها، وسيتم تشجيعها على تغطية مسائل تتعلق بحقوق الإنسان وبناء السلام. كما ستقدم المنظمة غير الحكومية "دوائر"المساعدة التقنية المتواصلة إلى النوادي من أجل إنشاء فريق قوي من الشباب القادرين على إدارة نواديهم وإيصال التجربة ونقلها إلى أقرانهم.