الأخبار

اليونسكو وشركاؤها ينظّمون اجتماعاً تنسيقياً لدعم التراث الثقافي في بيروت عقب الانفجار المدوّي الذي ضرب المدينة

تتقدّم اليونسكو من جديد بأحرّ عبارات التعازي والمساواة وتشدّد على تضامنها مع الشعب اللبناني في أعقاب التفجيرات المأساوية التي هزّت أركان بيروت في 4 آب/أغسطس 2020، وسارعت المنظمة في اتخاذ الإجراءات اللازمة وتنظيم اجتماع في 10 آب/أغسطس بمعيّة المديرية العامة للآثار لدى وزارة الثقافة في لبنان وعدد من شركائها، من بينهم مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، واللجنة الدولية للدرع الأزرق، والمركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها، والمجلس الدولي للمتاحف والمجلس الدولي للمعالم والمواقع. ويرنو الاجتماع إلى تقييم الوضع تقييماً مشتركاً وتحديد دور المجتمع الدولي في دعم لبنان في جهوده لحماية تراث بيروت الثقافي النفيس.
دمّرت التفجيرات عدداً من المعالم الثقافية في بيروت، بعد أن كانت تمدّنا بشهادة حيّة على الثراء الثقافي في البلاد فضلاً عن تاريخ لبنان وهويته الفريدة. وبيّنت تقارير فداحةَ الأضرار التي لحقت بعدد من المواقع الأثرية، بما في ذلك المتاحف والمعارض المهمة مثل متحف سرسق والمتحف الأثري في الجامعة الأمريكية في بيروت، بالإضافة إلى عدد من المناطق التي كانت تزخر بالتراث الثقافي العمراني في حي الجميزة وحي مار ميخائيل، في حين دمّر الانفجار بالكامل صالات الفن الأخرى مثل "معرض مرفأ" و"جاليري تانت".
لا غنى عن الثقافة والتراث لتزويد المجتمعات بالقوة والتخفيف من الكرب للتعافي من الخسائر والمآسي التي تعصف بها. ولا شكّ في أنّ تلبية الاحتياجات الإنسانية تتبوأ مكانة مركزية في هذه المرحلة، إلا أنّ حماية التراث الثقافي وإعادة إعماره والحيلولة دون وقوع المزيد من الأضرار والخسائر تندرج أيضاً في عداد المهام الواجب الاضطلاع بها لإنعاش المدينة وسكانها على المدى الطويل. ومن هذا المنطلق، يرنو هذا الاجتماع التنسيقي الأول إلى تحديد التدابير الملموسة التي يمكن اقتراحها على الحكومة اللبنانية وكذلك السلطات والمؤسسات المحلية في بيروت.
إنّ اليونسكو على أتمّ الاستعداد لمساعدة الشعب اللبناني في التعافي من هذه الفاجعة المأساوية.