الأخبار

أربعة مواقع ثقافية تدرج على قائمة التراث العالمي

أدرجت اليوم لجنة التراث العالمي مواقع ثقافية جديدة في قائمة التراث العالمي لليونسكو . وذلك أثناء الاجتماع المنعقد في الدوحة (قطر) من 15 إلى 25 يونيو/ حزيران الجاري.

و المواقع الجديدة هي التالية: 

  • قناة الصين الكبرى (الصين)

إن القناة الصينية الكبرى عبارة عن ممر مائي واسع يقع في سهول شمال شرق ووسط شرق الصين، تمتد من بكين في الشمال إلى مقاطعة جي جيانغ في الجنوب. شرع تشيدها تدريجيا انطلاقا من القرن الخامس قبل الميلاد لتصبح في القرن السابع، بفضل سلالة سوي، وسيلة اتصال موحِدة للإمبراطورية. أدى تشييد هذه القناة إلى أكبر وأوسع مشروع هندسة مدنية في العالم قبل الثورة الصناعية، شاملة سلسلة مواقع عمل عملاقة. لقد شكلت هذه القناة العمود الفقري لنظام الاتصالات الداخلية للإمبراطورية، سواء من خلال نقل الحبوب والمواد الخام الاستراتيجية، أو من خلال توريد الأرز لإطعام السكان. في القرن الثالث عشر، وصل طول هذه الممرات المائية الاصطناعية إلى ما يزيد عن 2.000 كيلومتر، رابطة فيما بينها خمسة من أهم أحواض أنهار الصين. لقد لعبت دورا هاما في ضمان الرخاء والاستقرار الاقتصادي للبلاد ولا تزال وسيلة رئيسية للاتصالات الداخلية.

  •  قلعة نام هان سان سيونج (جمهورية كوريا)

صُمِّمت هذه القلعة بوصفها عاصمة سلالة جوسون (1392 – 1910) في حالات الطوارئ، وذلك في موقع جبلي على بعد 25 كلم جنوب غرب سيول. وقد شيّدها وحماها الرهبان البوذيون الجنود، ويمكن أن تستوعب 4000 شخص وتضطلع بوظائف إدارية وعسكرية هامة. ويعود تاريخ أقدم بقاياها إلى القرن السابع، إلاّ أنّه أُعيد بناؤها عدّة مرّات، ولا سيما في أوائل القرن الـ 17 تحسُّبا لاعتداء من قبل سلالة سينو – مانشو كينغ. وتُجسّد المدينة توليفا لمفاهيم الهندسة العسكرية الدفاعية التي اتّسمت بها تلك الحقبة، المتأثرة بالمفاهيم الصينية واليابانية وبالتغييرات التي طرأت على فن التحصين في إثر استقطاب الأسلحة التي تستخدم البارود من الغرب. والمدينة، التي لطالما كانت مأهولة، والتي شكّلت العاصمة الريفية للبلد على مدى فترة طويلة من الزمن، تشهد على مجموعة متنوّعة من العناصر العسكرية والمدنية والدينية وقد أصبحت رمزا للسيادة الكورية.

  • طرق الحرير: شبكة طرق ممرّ تيان شان (جمهورية قيرغيزستان، والصين، وكازاخستان)

هي جزء تبلغ مساحته 5000 كلم من شبكة طريق الحرير الموسّعة التي تمتد من مدينة تشانغآن/لويانغ، عاصمة الصين في عهد سلالتي خان وتانغ، إلى منطقة زهيتيسو في آسيا الوسطى. وتكوّنت هذه الشبكة بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الأول بعد الميلاد وبقيت تُستخدم حتى القرن الـ 16، فربطت حضارات عديدة، وسهّلت التبادلات البعيدة المدى على صعيد الأنشطة التجارية، والمعتقدات الدينية، والمعرفة العلمية، والإبداع التكنولوجي، والممارسات الثقافية والفنون. والمواقع الـ 33 المعنية بالترشيح تشمل عواصم وقصورا تعود لإمبراطوريات وممالك متنوّعة، ومستوطنات تجارية، ومعابد وكهوفا بوذية، ودروبا قديمة، وفنادق، وممرّات، ومنارات، وأقسام السور العظيم، وحصونا، ومقابر وأبنية دينية.

  • راني كي فاف (بئر الدرج الخاص بالملكة) في مدينة باتان، في ولاية غوجارات (الهند)

يقع على ضفاف نهر ساراسواتي، وقد جرى تشييده في الأساس بوصفه نصبا تذكاريا لملك ما في القرن الـ 11 من العصر المسيحي. وآبار الدرج هي أيضا شكل مميّز من أشكال مصادر المياه الجوفية وأنظمة تخزينها في شبه القارة الهندية، وقد شُيّدت ابتداء من الألفية الثالثة قبل الميلاد. وتطوّرت على مرّ الزمن، فتحوّلت من مجرّد حُفَر في الأرض الرملية إلى أعمال فنية وهندسية متعدّدة الطوابق ومتقنة. وشُيّد راني كي فاف وفقا للقدرات التي كان الحرفيون يتمتعون بها في ما يتصل ببناء آبار الدرج ولنمط مارو- غورجارا المعماري، فعكس اتقان الحرفيين لهذه التقنية المعقّدة وتحلّى بجمال باهر على صعيد التفاصيل والأشكال المتناسقة. وصُمِّم البئر بوصفه معبدا معكوسا يسلط الضوء على قدسية المياه، ويتألف من سلّم من سبع درجات مع لوحات منحوتة ذات قيمة فنية عالية الجودة؛ فضلا عن أنّه يتضمّن أكثر من 500 منحوتة أساسية وأكثر من ألف منحوتة ثانوية تمزج ما بين الصور الدينية والميثولوجية وغير الدينية التي غالبا ما ترتبط بأعمال أدبية. والمستوى الرابع من الدرج هو الأعمق ويفضي إلى خزان مستطيل يبلغ قياسه 9.5x 9.4  أمتارا وعمقه 23 مترا. ويقع هذا البئر في الطرف الغربي الأقصى من الملكية، ويتألف من عمود يبلغ قطره 10 أمتار وعمقه 30 مترا.

بدأت الدورة الثامنة والثلاثون للجنة التراث العالمي أعمالها في 15 حزيران/ يونيو الجاري وستواصل اجتماعاتها حتى 25 الجاري، وذلك برعاية صاحبة السمو الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني.