الأخبار

إطلاق الحملة العالمية "متحدون_مع_التراث" في بون

بون، 29 حزيران/ يونيوـ في إطار الدورة التاسعة والثلاثين للجنة التراث العالمي المنعقدة في بون (ألمانيا) حتى 8 تموز/ يوليو المقبل، أطلقت اليوم المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، التحالف العالمي "متحدون_مع_التراث"، وهو التحالف الذي يرمي إلى تعزيز تعبئة الحكومات ومجمل الهيئات المعنية بالتراث لمواجهة الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي، ولاسيما في الشرق الأوسط.

"إن التهديد هو العالمي والتصدي له ينبغي أن يكون عالميا. وتقتضي مواجهة هذا التهديد وجود تنسيق أقوى في ما بين الخدمات الوطنية، إضافة إلى تبادل المعلومات بين الدول، علماً بأنه لا شيء يحل محل عمل الحكومات في ما يتعلق بهذه الأمور"، صرحت بذلك المديرة العامة لدى افتتاحها لهذا الحدث بحضور السيدة ماريا بوهمر، رئيسة لجنة التراث العالمي، ومعالي عادل الشرشاب، وزير السياحة والآثار في العراق، وتيم موريس، المدير التنفيذي للخدمات الشرطية في المنظمة الدولية للشرطة الجنائية، وغوستافو أراوز، رئيس المجلس الدولي للآثار والمواقع، فضلاً عن البروفيسور ماركوس هيلغرت، مدير متحف الشرق الأوسط القديم في برلين.

كما شددت المديرة العامة على أن "التحدي الرئيسي الذي نواجهه إنما يتمثل في حث كافة الجهات المشاركة في التصدي للتهديدات التي تستهدف التراث على العمل معاً؛ وهذه الجهات هي المنظمات الشرطية، والسلطات الجمركية، والمتاحف، والحكومات، والدوائر الثقافية، والمنظمات الإنسانية، والمنظمات الأمنية، والمجتمع المدني، فضلاً عن وسائل الإعلام. وعليه، فيجب إقامة تحالفات جديدة للتصدي للتحديات الجديدة التي يفرضها التطرف العنيف".

واعتبر وزير السياحة والآثار في العراق عادل الشرشاب "أن إطلاق هذا التحالف هو نقطة جديدة وهامة في نضالنا ضد أعمال هدم التراث الثقافي في العراق وفي باقي مناطق العالم".

وكانت اللجنة خلال الجلسة الصباحية اعتمدت "إعلان بون" بشأن التراث العالمي، الذي أدان "الهجمات الهمجية والعنف والجرائم التي ترتكب في الآونة الأخيرة من قبل ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، ضد التراث الثقافي في العراق، بما في ذلك موقع التراث العالمي في الحضر، الذي تذكر أعمال الدمار المجانية التي شهدها بما حصل في باميان، وتمبكتو، وأماكن أخرى"، واعربت اللجنة عن قلقها العميق إزاء مواقع أخرى مثل تدمر (سوريا) أو مدينة صنعاء القديمة (اليمن). ويوصي الإعلان بأن يدرج البعد الثقافي ضمن جهود الأمم المتحدة لحفظ السلام عند الحاجة وبأن تضطلع اليونسكو بتنسيق العمل الدولي لحماية التراث في حالات النزاعات أو الكوارث الطبيعية.

ومن جانبها، صرحت السيدة ماريا بوهمر قائلة "إن إعلان بون من قبل لجنة التراث العالمي يشهد على الإرادة المشتركة لحماية الممتلكات الثقافية في وجه كافة التهديدات" وتابعت :" إنه نص هام يتوجه إلى الحكومات كما يتوجه في الوقت نفسه إلى المجتمع الأهلي" وأردفت بوهمر "إن العراق وباقي الدول المهددة ليست وحدها. إننا سنقدم لهذه الدول المساعدة اللازمة".

ويرمي التحالف العالمي إلى تعبئة الأطراف الفاعلة فيما يتجاوز أوساط الثقافة والتراث؛ كما أنه يسعى إلى توعية الجمهور، ولاسيما الشباب، بالدور الموحّد الذي تؤديه الثقافة. وبالإضافة إلى ذلك، يواصل هذا التحالف الجهود التي سبق لليونسكو بذلها من أجل تنسيق العمل التقني فيما بين مختلف الوكالات والمؤسسات المتخصصة، وتعبئة الشباب والمجتمع المدني على شبكات التواصل الاجتماعي.

 

ومثال ذلك أن المديرة العامة لليونسكو، أطلقت في 15 آذار/ مارس 2015 في بغداد (العراق) حملة ، وذلك على شبكات التواصل الاجتماعي. كما قامت اليونسكو بجمع كافة المسؤولين عن المنظمات المعنية بمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وذلك للتعجيل بتنفيذ القرار 2199 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وهو القرار الذي يمنع الاتجار بالقطع الثقافية في سوريا والعراق.
وفي إطار الجهود الرامية إلى تنسيق العمل الذي تقوم به شتى الجهات المعنية بشكل أفضل، يجتمع رؤساء اتفاقيات اليونسكو الثقافية الست* للمرة الأولى في بون، وذلك لتعزيز أوجه التآزر بين هذه الاتفاقيات المختلفة ولتوفير المزيد من التنسيق فيما يخص الأنشطة التي يضطلعون بها.