الأخبار

مبادرة "لبيروت": اليونسكو تتخذ إجراءات عاجلة لتأمين مبنيين تاريخيَين في بيروت

خصّص صندوق اليونسكو لحماية التراث في حالات الطوارئ مبلغاً قدره 100 ألف دولار أمريكي من أجل ضمان تأمين مبنيين تاريخيَين على وجه السرعة، وكان هذان المبنيان قد تضررا نتيجة الانفجار المدمر الذي ضرب المدينة في 4 آب/أغسطس 2020، وهدم مرفأها والمنطقة المجاورة له، بما فيها حيا الجميزة ومار مخايل التاريخيان، كما دمر بيت البستاني المبني في عام 1880 وبيت طوبجي المبني في عام 1908 اللذين يقعان في شارع مار مخايل. ويندرج هذا الإجراء العاجل في إطار الجهود التي تبذلها المنظمة لصون التراث الثقافي في بيروت وإحياء الحياة الثقافية فيها.
وصرّح مساعد المديرة العامة لليونسكو للثقافة، إرنستو أوتوني، في هذا الشأن قائلاً: "لقد عقدنا العزم على عدم ادخار أي جهد يمكنه دعم سكان بيروت والشعب اللبناني في تعافيهم من هذه المأساة التي أصابتهم"، وتابع حديثه قائلاً: "تتنوع الاحتياجات من إعادة بناء البنية الأساسية إلى إعادة جميع مناحي الحياة اليومية إلى طبيعتها، ولكنّنا نعتبر أنّ إعادة إحياء الثقافة وإعادة تأهيل التراث هما أداتان قيّمتان من بين الأدوات المساعِدة على تعافي المجتمعات المحلية".
وتتولّى اليونسكو قيادة هذه الاستجابة العاجلة، وتتعاون في ذلك مع المديرية العامة للآثار في لبنان ومع منظمات دولية أخرى. وسيجري تأمين المواد اللازمة لتدعيم المبنيين وحمايتهما من العوامل الجوية على وجه السرعة، بالتعاون مع خبراء محليين، سعياً إلى إنجاز هذا العمل في غضون الأسبوعين المقبلَين.
وقد شرح المدير العام للآثار، الدكتور سركيس خوري، وضع هذين البيتين قائلاً: "لقد فقد البيتان جميع أبوابهما ونوافذهما وكذلك سقفيهما القرميديَين"، وأضاف: "تفاقمت الحاجة إلى تدخل سريع بسبب قرب موسم الأمطار في لبنان، لأنّ الانفجارين تركا جزءاً كبيراً من التراث المعماري عرضة للعوامل الجوية، ولذلك هناك حاجة ملحة لحماية هذين المبنيين التاريخيَين من أجل وقايتهما من خطر تسرب المياه والأضرار التي قد تنتج عنه". وأشار أيضاً إلى أنّ عدم القيام بهذا الإجراء الهام، "سيترتب عليه زيادة مصاريف عملية الترميم، فضلاً عن إمكانية انهيار بعض الأبنية".
ويندرج الدعم الذي يقدمه صندوق اليونسكو لحماية التراث في حالات الطوارئ إلى لبنان، في إطار مبادرة "لبيروت" التي أطلقتها المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في 27 آب/أغسطس 2020، وتسعى هذه المبادرة إلى دعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية والمتاحف وصالات عرض الفنون، وكذلك إلى دعم إحياء الحياة الثقافية والاقتصاد الإبداعي في بيروت.
وصندوق اليونسكو لحماية التراث في حالات الطوارئ، عبارة عن آلية متعددة الجهات المانحة، تمكّن المنظمة من الاستجابة السريعة والفعالة في أوقات الأزمات الناشئة عن النزاع المسلح والكوارث الناجمة عن الأخطار الطبيعية والأنشطة البشرية في جميع أنحاء العالم.