الأخبار

رصد مواقع التراث الثقافي المهدّدة بالخطر باستخدام الأقمار الصناعيّة

 

يعاني التراث الثقافي حول العالم من هجمات متعمّدة وأضرار مباشرة وعمليات نهب عديدة ناهيك عن الكوارث الطبيعيّة. ومن الصعب الوصول سريعاً إلى المواقع المتضرّرة لرصد حالتها  ووضع الخطط لترميمها ومنع أي خسائر أخرى فيها.

بفضل الشراكة القائمة بين اليونسكو ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، ساهمت الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية في إطار البرنامج التشغيلي للتطبيقات الساتلية عام 2015 في تسهيل عمل اليونسكو وخبراء التراث لحماية وتقييم حالة المواقع الأثرية في كل من العراق وسوريا واليمن ونيبال. هذا ويظهر تقرير موجز أعدته اليونسكو بالتعاون مع معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث زيادة أهمية تحليل الصور الساتليّة كأداة لتقدير الدمار المحتمل في مواقع التراث الثقافي.

وفي هذا السياق، يقول مساعد المديرة العامة لقطاع الثقافة في اليونسكو، فرانشيسكو بندارين: "إن رصد ومراقبة مواقع التراث الثقافي في المناطق المتضررة بالصراعات أو الكوارث الطبيعيّة لا سيما باستخدام الأقمار الصناعيّة خطوة هامة للشروع بالتخطيط لإعادة البناء".

وعلى سبيل المثال، يعالج سيناريو "قبل الدمار وبعده" الذي يقدّمه التقرير حالة موقع نمرود الأثري في العراق. وإذا نظرنا إلى نتائج صور الأقمار الصناعية للبرنامج التشغيلي للتطبيقات الساتلية من 18 أبريل/ نيسان 2015 حتى 7 آذار/ مارس 2015، سنرى بوضوح مدى الضرر والدمار الناجمين عن هجمات داعش على قصر آشور ناصربال الثاني (883-859 قبل الميلاد). أما في نيبال، وبعد الهزة الأرضيّة التي ضربت المنطقة بتاريخ 25 نيسان/ أبريل 2015، تساعد الصور على تحديد المعابد التاريخيّة وآثار وادي كاتماندو التي تعرّضت للدمار ومدى هذا الدمار بالإضافة إلى تحديد المواقع التي نجت من الضرر. وبالتالي فإن هذه الصور تساعد الخبراء على تحديد الاحتياجات على أكمل وجه بالإضافة إلى وضع التدابير اللازمة لترميم المواقع المتضرّرة.

ويضيف مدير البرنامج التشغيلي للتطبيقات الساتليّة، اينار بورغوو، قائلا: "تؤكد هذه الأمثلة مدى التغيير الذي تحدثه التطبيقات المبتكرة في مجال التصوير باستخدام الأقمار الصناعيّة وغيرها من التكنولوجيات الجغرافيّة الفضائيّة في كيفيّة دعم الأمم المتحدة لدولها الأعضاء."