الأخبار

تعزيز آليات تمويل التعليم والتدريب التقني والمهني في المنطقة العربية مع اليونسكو

في العالم العربي اليوم، لا تزال ظروف العمالة وسوق العمل تشكّل تحدّيًا على مر السنين. في الواقع، فيما تشهد المنطقة العربية اضطرابات اجتماعية - سياسية متقلّبة، ونزاعات مسلّحة، وأزمات إنسانية، ونزوح السكان، تؤثر هشاشة المجتمعات وتقلّبها في الفئات السكانيّة الضعيفة، ولا سيّما الشباب. تواجه هذه المجموعات السكانيّة حواجزَ في سوق العمل تعوق قدرتها وإمكاناتها على المشاركة في الأنشطة الإنتاجية. وفي هذا الإطار، يعتبر التعليم والتدريب التقني والمهني دائمًا أداةً قويةً لإعداد الأشخاص لسوق العمل وتوفير فرص التعلّم مدى الحياة.

في اطار جهودها لتحسين قدرة الجهّات المعنيّة على تعزيز تمويل التعليم والتدريب التقني والمهني، نظّم مكتب اليونسكو في بيروت ورشة عمل عبر الإنترنت لبناء القدرات بشأن تمويل التعليم والتدريب التقني والمهني في المنطقة العربية في التاسع والعاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021. وقد بلغ عدد المشاركين في ورشة العمل هذه حوالي 40 شخصًا من 13 بلدًا عربيًا.

على الرغم من الأولويات الوطنية والدولية لتنمية المهارات، لا يزال تمويل التعليم والتدريب التقني والمهني غير كافٍ إلى حدّ كبير إذ أنّه يواجه تحديات كثيرة في المنطقة، مثل تفكّك الأنظمة، ورداءة البنيات التحتية وموارد التدريس والتعلم في كثير من الحالات في مدارس/مؤسسات التعليم والتدريب التقني والمهني، وانخفاض مشاركة القطاعات الخاصّة، والتوافق المحدود بين برامج التعليم والتدريب التقني والمهني واحتياجات سوق العمل، وبذلك تصبح البرامج والمناهج متقادمة ومتخلفة نسبيًا عن متطلبات سوق العمل ، وتتسم بعامة بتدني أو ضعف الاستجابة للمتغيرات والتطورات التقنية في أسواق العمل. وتجدر الإشارة إلى أنّ أنظمة التعليم والتدريب التقني والمهني ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتفاوتات في عدد السكان وأسواق العمل. لذلك، من الضروري تغيير هذه الأنظمة وتكيفها مع هذه التطورات. في هذا الإطار، يؤدي التمويل دورًا أساسيًا في تحقيق هذا الهدف، فمن غير المهم تحديد فقط عدد الموارد المطلوبة؛ ولكن من الضروري معرفة كيفيّة تخصيص الأموال وتنويعها.

Salim Shehadeh, TVET programme specialist from UNESCO Beirut Office

افتتح الدورة التدريبية السيّد سليم شحادة، اختصاصي التعليم والتدريب التقني والمهني في مكتب اليونسكو الإقليمي – بيروت. ثم استعرض بإيجاز برنامج التدريب بشكلٍ عامٍ مع وصف الوضع الراهن لتمويل التعليم والتدريب التقني والمهني في المنطقة العربية. وتلي ذلك عرض قدّمه السيّد مارتينو روبال ماسيدا بشأن المصادر البديلة لتمويل التعليم والتدريب التقني والمهني والنتائج الرئيسة التي خلصت إليها الدراسة البحثية. على مدى يومَيْن، سلّطت هذه الورشة التدريبية الضوء أيضًا على المناقشة المتعمّقة حول آليات التمويل وتحديدًا موضوع إدرار الدخل في التعليم والتدريب التقني والمهني في المنطقة العربية. بالإضافة إلى ذلك، قدّمت السيّدة ماري دورليان من المؤسسة الأوروبية للتدريب (ETF) عرضًا حول صيغ التمويل. ومن جهّته، ناقش السيّد أحمد العشماوي من مصر مشاركة القطاع الخاص في التعليم والتدريب التقني والمهني.

خلال الورشة، تبادل المشاركون من بلدان مختلفة الأفكار والمعلومات بكلّ فعاليّة وناقشوا مشاكل تمويل التعليم والتدريب التقني والمهني، بما في ذلك تقديم اّليات تمويل جديدة لزيادة ملاءمة التدريب. وتجدر الإشارة إلى أنّ كلّ هذه المناقشات سيتمّ جمعها في تقرير بشأن تمويل التعليم والتدريب التقني والمهني في المنطقة العربية، يقوم بتحضيره حاليًا مستشار اليونسكو، السيّد مارتينو روبال ماسيدا. ومن المتوقع أن يُنشر هذا التقرير في السنة المقبلة، فيما تستمرّ اليونسكو بالعمل مع الدول الأعضاء في المنطقة العربية لتحسين وتعزيز أنظمة التعليم والتدريب التقني والمهني.